الصحيح أن الميت ينتفع بجميع العبادات البدنية مثل الصيام ، والصلاة إذا كان ذلك على وجه التطوع ، أما قضاء الصلوات المفروضة التي قصر فيها أثناء حياته فلا يصله ، وكذلك ينتفع بالدعاء والصدقة وقراءة القرآن ، فللإنسان أن يكثر للميت من الدعاء والصدقة ، وقراءة القرآن . وهذا في حق الميت الذي كان يصلي.
أما الميت الذي كان يترك الصلاة فإن جمهور العلماء على أن ترك الصلاة كبيرة من الكبائر ، والموت دون التوبة من الكبائر يجعل صاحبه إلى الله إن شاء عذبه ، وإن شاء عفا عنه . ولا يمنع وصول الثواب إليه لأنه لا يزال مسلما وإن عصى.
ومن الفقهاء من يرى أن ترك الصلاة كفر، وأن تاركها كافر، فعلى هذا المذهب لا ينفع تارك الصلاة ما يهدى إليه من ثواب لأن الكافر لا ينتفع بالقربات إلا بعد الإسلام .
غير أن مذهب الجمهور أولى خاصة في هذا المقام؛ فإن الميت في أمس الحاجة إلى من يهدي له حسنة ، عساه يتعلق بها عند ربه ومولاه، وكم في هذا المصير المشئوم لهذا المتوفى عبرة لمن له قلب أو عقل!
وكذلك سب الدين إذا كان يقصد الساب دين الرجل ، وكان واعيا مختارا فإنه يكفر بذلك، لكن واقع كثير من يسب الدين أنه يسب أخلاق الشخص لا دينه ، وهذا ليس بكفر ، وبالجملة ، فمن مضى إلى الله، وهو الآن بين يديه، والعفو في الله مأمول.