إذا حان وقت الصلاة والمسافر على متن الطائرة أو أثناء سير القطار فعليه أن يؤدي الصلاة حسب الطاقة فإن استطاع القيام صلى قياما، وإلا صلى جالسا وأومأ بالركوع والسجود.
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
الواجب على المسلم في الطائرة إذا حضرت الصلاة أن يصليها حسب الطاقة فإن استطاع أن يصليها قائما ويركع ويسجد فعل ذلك وإن لم يستطع صلى جالسا وأومأ بالركوع والسجود فإن وجد مكانا في الطائرة يستطيع فيه القيام والسجود في الأرض بدلا من الإيماء وجب عليه ذلك لقول الله سبحانه: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقول النبي- ﷺ- لعمران بن حصين- رضي الله عنهما- وكان مريضا: (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) رواه البخاري في الصحيح ورواه النسائي بإسناد صحيح وزاد: فإن لم تستطع فمستلقيا.
والأفضل له أن يصلي في أول الوقت فإن أخرها إلى آخر الوقت ليصليها في الأرض فلا بأس لعموم الأدلة، وحكم السيارة والقطار والسفينة حكم الطائرة. انتهى.
ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر -رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا- رحمه الله تعالى:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الصلاة جائزة في الطائرة وهي محلقة في الجو، وبالأولى إذا كانت رابضة على الأرض.
والمالكية لا يجوزونها فيها وهي في الجو؛ لأن شرط السجود عندهم: أن يتصل المسجود عليه بالأرض اتصالا حقيقيا.
ورأي الجمهور أقوى، والإنسان يضطر إلى الصلاة في الطائرة إذا لم يأخذ برخصة الجمع بين صلاة الظهر والعصر، وبين صلاة المغرب والعشاء، أو كان تحليقها في وقت الفجر الذي لا يجمع مع غيره.
وعلى المصلي أن يتحرى اتجاه القبلة، والملاحون يعرفون ذلك بالتقريب، إن لم تكن معه بوصلة يتعرف بها القبلة.
وزمن أداء الصلاة قصير؛ لأن الرباعية تصلى ركعتين قصرا فإن لم يستطع الصلاة من وقوف لحصول دوار ـ مثلا ـ فليصل قاعدا.
والمهم أن الصلاة ممكنة في الطائرة؛ إذا أراد أن يحافظ على الصلاة، وليست فيها مشقة حتى يجوز تأخيرها إلى حين الهبوط وانتهاء الرحلة.