الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي أول ما يُحاسَب العبد عليه يوم القيامة، فمن أداها بخشوع وخضوع لله عز وجل كان من الفائزين يوم العرض على رب العالمين، ومن أساء أو قصر كان من الخاسرين، والصلاة صلة بين العبد وربه، وهي فرصة للوقوف بين يدي الله عز وجل؛ ليسعد فيها الحبيب بالحبيب، ويناجي العبد مولاه كلما سمع النداء “حي على الصلاة حي على الفلاح” وقد حدد الله عز وجل أوقات الصلاة وعدد أوقاتها فقال جل شأنه: (فسبحان الله حين تُمسُون وحين تُصبِحون. وله الحمدُ في السماواتِ والأرضِ وعَشِيًّا وحين تُظهِرون) كما أمر الله عز وجل بأداء الصلاة في مواقيتها المحددة فقال: (إن الصلاةَ كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا).
والتكاسل عن أداء الصلاة في مواقيتها من صفات المنافقين قال تعالى: (وإذا قاموا إلى الصلاةِ قاموا كُسَالَى).
والإنسان الذي يتعلل بعدم قدرته على أداء الصلاة في مواقيتها مقصِّر في حق نفسه، جاهل بحقيقة الوقوف بين يدي ربه، فكيف يسرع بأداء عمله ويَكِدُّ ويَكدَح في سبيله ويتحمل المشاق والمتاعب في سبيل الحصول على الرزق الوفير ولا يسرع بالوقوف بين مَن أمرُه بيده ورزقُه عليه؟
فحينما يعلم الإنسان بمكان فيه رزقه يسعى إليه ويترك الرزاق الذي إن شاء أمسَكَ رزقَه. ثم إن أداء الصلاة كم سيأخذ من وقت الإنسان؟ وربما توقفت بك السيارة أو وقَفتَ في إشارة المرور بما يزيد على وقت الصلاة.
وقصر الصلاة لا يكون إلا للمسافر فقط لورود النص بذلك. ومن لا يقدر على أداء الصلاة قائمًا فله الحق في أداء الصلاة جالسًا أو بأية وسيلة من الوسائل؛ لقول الرسول ﷺ: “من لم يَستَطعْ أن يصليَ قائمًا فليُصَلِّ قاعدًا ومن لم يَستَطعْ أن يصليَ قاعدًا فليُصَلِّ متكِئًا أو على جنب” فأدِّ الصلاة أيها المسلم في أوقاتها ولا تتكاسل ولا تتباطأ لتكون من المقبولين الفائزين.