يجوز ذلك ولكن بطريق غير مباشر منها ، وإنما تفعل مثلما فعلت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها حينما أعجبت بسيدنا محمد لما سمعت عنه من خلق حسن وإكرام الله له في رحلته التجارية ، وصدقه وأمانته ، وعلو قدره بين قريش ، حيث أرسلت إليه إحدى النساء تسأله عن رغبته في الزواج من خديجة ، ثم تخبره أنها راغبة فيه لحسن خلقه وصلاح أمره.
وإن السيدة خديجة حين فعلت هذا لتتزوج رسول الله لم تصرح بذلك علنًا، وإنما أرسلت من يخبر عنها فاقتدي بها فهي خير من تقتدين به.
وقد كان أصحاب رسول الله يعرضون بناتهم على الصالحين للزواج ، كما فعل سيدنا عمر رضي الله عنه وغيره .
-كما ثبت أن امرأة جاءت إلى النبي مع أصحابه فعرضت نفسها عليه ليتزوجها ـ وهو أشرف الخلق ـ فنظر إليها ثم سكت طويلا ثم قال : لا حاجة بي إليك ، ثم زوجها أحد أصحابه.

قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك}

قال : أي ويحل لك أيها النبي المرأة المؤمنة، إن وهبت نفسها لك أن تتزوجها بغير مهر إن شئت ذلك.

-عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الّله صلى اللّه عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: يا رسول الّله إني قد وهبت نفسي لك، فقامت قياماً طويلاً فقام رجل فقال: يا رسول الّله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فقال رسول الّله صلى اللّه عليه وسلم: “هل عندك من شيء تصدقها إياه؟” فقال ما عندي إلا إزاري هذا، فقال رسول الّله صلى اللّه عليه وسلم: “إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك فالتمس شيئاً” فقال: لا أجد شيئاً، فقال: “التمس ولو خاتماً من حديد” فالتمس فلم يجد شيئاً، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: “هل معك من القرآن شيء؟” قال نعم سورة كذا وسورة كذا – السور يسميها – فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: “زوجتكها بما معك من القرآن” (أخرجه البخاري ومسلم وأحمد).

-وعن ثابت قال: كنت مع أنس جالساً وعنده ابنة له، فقال أنس جاءت امرأة الى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالت: يا نبي الّله هل لك فيّ حاجة؟ فقالت ابنته: ما كان أقل حياءها فقال: “هي خير منك، رغبت في النبي فعرضت عليه نفسها” (أخرجه البخاري والإمام أحمد.(انتهى).