من صلى ركعتين أو أربعا من صلاة التراويح فإن صلاته تحسب من صلاة الليل وهو مأجور على صلاته إن شاء الله، ولكن لا ينال الأجر كاملا إلا من دخل مع الإمام وأتم معه الصلاة حتى ينصرف، لقوله ﷺ “إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة.
روى أبو داود وغيره بسند صححه الشيخ الألباني، من حديث سيدنا أبي ذر قال : “صمنا مع رسول الله ﷺ رمضان فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل فقلت :يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة. قال فقال : “إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة”. قال: فلما كانت الرابعة لم يقم فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح. قال قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور. ثم لم يقم بنا بقية الشهر.” والشاهد قوله ﷺ: ” ” إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة “.
فما ينبغي للمسلم أن يحرم نفسه من هذا الأجر العظيم، والأحرى بالمسلم أن يؤخر ما يعرض له من أعمال بعد الانتهاء من إحراز هذا الثواب العظيم أو لنقل : دخول هذا السباق الكبير. فما أعظم أن ينقلب الرجل إلى داره وقد كتب له قيام ليلة كاملة، خاصة ليلة من ليالي رمضان.
وعلى كل فصلاة التراويح وإن كانت ثماني ركعات، فإنها ليس وحدة واحدة، مثل صلاة العشاء، بحيث تبطل صلاتها إن نقصت عن هذا العدد، فكل ركعتان منها وحدة واحدة ، تحسب صلاة من القيام، ويثيب الله عليهما من فضله ما شاء.
جاء في كتاب المغني لابن قدامة :
قال أبو داود : سمعت أحمد يقول : يعجبني أن يصلي مع الإمام , ويوتر معه . قال النبي صلى الله عليهوسلم: {إن الرجل إذا قام مع الإمام , حتى ينصرف , كتب له بقية ليلته} . قال : وكان أحمد يقوم مع الناس , ويوتر معهم . قال الأثرم : وأخبرني الذي كان يؤمه في شهر رمضان , أنه كان يصلي معهم التراويح كلها والوتر . قال : وينتظرني بعد ذلك حتى أقوم ثم يقوم , كأنه يذهب إلى حديث أبي ذر { إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته} قال أبو داود : وسئل أحمد عن قوم صلوا في رمضان خمس تراويح , لم يتروحوا بينها ؟ قال : لا بأس .
قال : وسئل[1] عمن أدرك من ترويحه ركعتين , يصلي إليها ركعتين؟ فلم ير ذلك. وقال هي تطوع . وقيل لأحمد : تؤخر القيام يعني في التراويح إلى آخر الليل؟ قال: لا , سنة المسلمين أحب إلي .
[1]- أي أحمد بن حنبل– رحمه الله-.