الأصل أن الإنسان لا يشهد على شيء لم يره ،وكان الواجب على من رأى وشاهد أن يدلي بشهادته ولا يخاف إلا الله تعالى ،وإنما سميت الشهادة شهادة ،لأن الشاهد شاهدها ورآها،فهو يدلي برأيه فيما رأى ،لا أن يسمع الإنسان من الناس،ويشهد أنه رأى فهذا أمر لايجوز ،لأن جوازه يفتح بابًا للفتن وضياع الحقوق.
يقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر:
ما ينبغي للمسلم أن يشهد على شيء لم يرَه، فما سُمِّيَت الشهادة شهادة إلا لأن المرء يَشْهد الأمر بعينَيه، وعندئذٍ يكون قد تَحَمَّل الشهادة، فإذا دُعيَ إليها أدَّاها بأمانة على وجه الدقة، فيقول رأيت كذا وكذا من غير أن يَزيد أو يَنْقُص، عملاً بقوله تعالى: (وأقيموا الشهادةَ لله) أي أدُّوها مستقيمة لا عِوَجَ فيها ولا انحراف.
واعلم أيها المسلم أن شهادتك التي تدلي بها في المحكمة وتكون مخالفة للحقيقة؛ فأنت مأزورٌ غيرُ مأجور، فتُبْ من ذنبك توبة نصوحًا، واعزم عزمًا مؤكدًا على ألا تعود لمثلها أبدًا، واستسمح مَن شَهَدْتَ عليه، فإن عفا فذاك خير، وإن لم يَعْفُ عنك فتَقَرَّب إلى الله بالصلاة والصدقات عسى الله أن يُرضيَ عنك خَصمَك يوم القيامة.