من شروط الزواج أن تتزوج المسلمة من مسلم، ولا يجوز بحال من الأحوال أن تتزوج غير مسلم لاعتبارات كثيرة أهمها النص القرآني الذي يحرم زواج المسلمة من كافر، ومنها القوامة، ومنها الأولاد، مهما كان الغرض من الزواج،بالإضافة إلى ما فيه من غش وخديعة وتحايل على القوانين.
يقول الشيخ عبد الباري الزمزمي عضورابطة علماء المغرب:
لا يجوز للمسلمة أن تعمل بهذه الوسيلة من أجل سفرها إلى الخارج لأن زواجها من رجل غير مسلم عمل محرم وعقد باطل، ولو كان صوريا وغير جدي،فالزواج يتم بالرضا والقبول بين الطرفين، ولو كان ذلك القبول والتراضي شكليا أوهزلا ولعبا، لقول النبي ﷺ : “ثلاث جدهن جد وهزلن جد: النكاح والطلاق والرجعة”، يعني أن من عقد على امرأة لزمه ذلك العقد وصارا زوجين بالفعل ولو كانا مازحين في ذلك العقد وغير صادقين، وعليه فإن المرأة المسلمة التي يعقد عليها رجل أجنبي غير مسلم تكون قد أحلت ما حرم الله برضاها بالزواج من رجل لا يحل لها،ولا يرفع عنها هذا الإثم كونها غير جادة في هذا الزواج ولا صادقة في قبوله والرضى به للحديث الآنف الذكر.أ.هـ
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي :
المسلمة لا تتزوج إلا مسلماً، والله تعالى يقول (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) وقال (وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ) ) البقرة : 221)ثم استثنى فقال (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ) (المائدة : 5 ) فأباح زواج المحصنات من أهل الكتاب ولم يجز زواج الرجال من نساء المسلمين.
ويقول فضيلة الشيخ فيصل مولوي-رحمه الله تعالى- نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء :
لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من غير مسلم، فإن فعلت ذلك فقد عصت الله عز وجل. هذا الحكم انعقد عليه إجماع الفقهاء والمذاهب بناء على قول الله -عز وجل-: “وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا”، وقوله تعالى: “لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ “( الممتحنة : 10 ).