الله -سبحانه وتعالى- يقبل توبة التائب إذا أقبل عليه بصدق، وقد جاء في الحديث الصحيح القدسي: “من تقرب إلي شبرا تقربت إليه باعا، ومن تقرب إلي باعا تقربت إليه ذراعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة”، وفي الحديث الصحيح كذلك: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل”، وقال تعالى في القرآن الكريم: “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”، وقال تعالى: “إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما” ومن يقبل على الله يقبل الله عليه.
هل يجوز للفتاة بعد التوبة ترقيع غشاء البكارة:
استعادة الفتاة عذريتها عند طبيب فلا داعي له، ومن حقها أن تمارس حياتها مسلمة مؤمنة تائبة محبوبة لله تعالى الذي خافت منه وفتح لها باب التوبة.
والله سبحانه وتعالى سيكرمها في حياتها طالما تابت توبة صادقة نصوحة.
وقد أفتى بعض أهل العلم المعاصرين بجواز إجراء عملية ترقيع غشاء البكارة للمغتصبة والتائبة وأما غير التائبة فلا يجوز لها لأنه إعانة لها على الاستمرار في جريمتها ، وكذلك التي سبق وطؤها لا يجوز إجراء العملية لها لما في ذلك من الإعانة على الغش والتدليس حيث يظن من دخل بها بعد العملية بكرا وهي ليست كذلك.
حكم رتق غشاء البكارة:
هذه المسألة من المسائل النازلة في هذا العصر . وللعلماء فيها قولان:
الأول : لا يجوز رتق غشاء البكارة مطلقا.
الثاني : لهم عدة أقوال :
1-إذا كان سبب تمزق غشاء البكارة حادثة أو فعلا لا يعتبر في الشرع معصية ، وليس وطئا في عقد نكاح ينظر فيه فإن غلب على الظن أن الفتاة ستلاقي عنتا وظلما بسبب الأعراف والتقاليد كان إجراؤه واجبا . وإن لم يغلب ذلك على ظن الطبيب كان إجراؤه مندوبا.
2-إذا كان سبب تمزق غشاء البكارة وطئا في عقد نكاح كما في المطلقة ، أو كان بسبب زنى اشتهر بين الناس فإنه يحرم إجراؤه .
3-إذا كان سبب تمزق غشاء البكارة زنى لم يشتهر بين الناس كان الطبيب مخيرا بين إجرائه وعدم إجرائه ، وإجراؤه أولى .
ولكل من الأقوال الثلاثة أدلتهم في ذلك.