الرؤيا حق ، ولكن الله تعالى قد أتم لنا الدين ، وهذا أعلى درجات الوحي ، ومن الواجب على المسلمين اتباع نهج القرآن ، والعمل دون عقدة الانتظار، لأنها من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .

يقول الدكتور حامد العلي أستاذ الشريعة بالكويت:
الواجب على الأمة أن تعد العدة لجهاد أعدائها ، بحفظ الدين ، ونشره ، وحماية البيضة أيضا بالجهاد والقتال ، والعمل الدوؤب على التصدي للمناوئين لهذا الدين ، وهذا من التجديد .
لم يشرع الله تعالى لنا أن نجلس وننتظــــر المخلص ، بل نتمثل قوله تعالى ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) ثم الله تعالى يبعث من شاء من عباده ، يستعملهم في نصر دينه .
والرؤيا الصالحة حق ، وهي جزء من النبوة ، وتواطأ الرؤى يدل على أنها حق، وقد تواطأت رؤى كثيرة تدل على قرب ظهور مجدد أو تجديد للدين ، هل هو المهدي أو غيره ، هذا علمه عند ربي ، ولا يجوز أن نجزم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، ويجب أن نعلم أيضا أن التعلق بالرؤى ، وجعلها هما شاغلا ليس من هدي السلف في شيء ، وليتأمل كل منا ، كتبهم ومؤلفاتهم وسيرهم ، تجد حفظ العلم ، وتعظيم الشريعة ، والعمل بها ، وإعمار العمر بالصالحات ، والاجتهاد في نصر الإسلام بالقول والفعل ، هو ديدنهم ، وأما الرؤى فتأتي تبعا ، وتعطى حقها ، ولا تتجاوز منزلتها .
خاصة وأن هذه الأمة أتم الله تعالى لها دينها ، وأكمل لها النعمة بحفظ الوحي ، فلهذا قلت عندها الحاجة إلى تكميل آخر ، مثل الإلهام والرؤى ، ولهذا قال صلى الله عليه سلم ( قد كان فيمن قبلكم محدثون فإن كان في هذه الأمة فعمر رضي الله عنه منهم ) أو كما قال ، وسبب أن المحدثين ( بفتح الدال ) كثروا فيمن قبلنا ، وقلوا فينا ، إن هذه الأمة كملت بكمال الشريعة ، وهي أعلى درجات الوحي ، فقلت حاجتها إلى غيره من مراتب الوحي .انتهى