إذا كان المرء يدرس في كلية أو معهد تدرس فيه بعض المواد بطريقة مخالفة للشرع، مثل: تدريس الربا والفوائد الربوية، وتدريس التجارات المحرمة، أو تدريس القوانين المخالفة لشريعة الله، ونحو هذا.فإن كان يدرسها لغرض نقدها، وبيان مخالفتها، والسعي في تقديم البديل المناسب لها، وحماية المسلمين من آثارها، فهو بذلك على خير، وترجى له المثوبة.
أما إن كان يدرسها ليحصل على الشهادة التي يتم التوصل بها إلى الوظيفة، وهو لا ينوي أن يعمل في دعم تلك الأعمال المحرمة التي درسها، ولا أن يتوظف في قطاعاتها، ولكنها كانت من الدراسات المكملة التي لا بد من اجتيازها، فليس عليه في دراسته حرج -إن شاء الله-.
أما لو درسها ليعمل فيها، ويكرس وجودها، ويساعد في بقائها وتطويرها، فالدراسة حينئذ حرام عليه، والعمل كذلك حرام عليه، وهو قد توصل بما حرم الله إلى ما حرم الله، فالوسيلة والغاية كلتاهما من المعصية.”إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” رواه البخاري(1) ومسلم(1907).
وبهذا يتضح أن من الممكن خدمة دين الله -عز وجل- من خلال تلك الدراسة، سواء بنقدها وبيان خطرها وضررها، أو بتقديم البديل الصالح الذي ينقذ المسلمين منها، أو بالحصول على الخبرة الضرورية التي لا يمكن التصحيح والتعديل إلا من خلالها.