الزي الشرعي للفتاة التي بلغت سن التكليف متفق عليه بين الفقهاء بأنه لا يكشف مستورًا من البدن ولا يصفه ولا يشف عما تحته ولا يلفت النظر إلى الافتتان بالفتاة بل يكسبها هيبة واحترامًا، وجلالاً وقارًا.
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم من علماء الأزهر وشيخ المسجد الزينبي بالقاهرة:
وحكمة التشريع في التزام هذا الزي الذي يستر جسد الفتاة أو المرأة كله عدا الوجه واليدين هي صيانة الفتاة والمرأة والحفاظ عليهما من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن فذاك هو ما أرشدت إليه تلك الآية المحكمة من كتاب الله “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا” (الآية 59 من سورة الأحزاب).
وأيام أن كان الالتزام بالزي الشرعي ساريًا بين السيدات والفتيات. كان المجتمع لا يخترق تماسكه الخلقي الرفيع انحلال ولا اعتلال ولا اضطراب، فلما حدثت المخالفات حلت المضرات والمتعبات بكثير جدًا من الرجال والنساء شيبًا وشبابًا، سيدات وفتيات، وصدق قول الله: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير” (الآية 30 من سورة الشورى).
فيجب على الفتاة أن تلتزم بزيها الشرعي، حتى تكون محتشمة في ملبسها وقورة في مظهرها، متكاملة في اتباع أوامر الله قولاً وعملاً وسلوكًا وزيًا كما يشير إليه قول الحق سبحانه وتعالى: “وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله” (الآية 33 من سورة الأحزاب)، فطاعة الله ورسوله تكون بالاعتصام والتصون والاحتشام، وبترك التبرج وبستر البدن بملابس فضفاضة. ليست بذات ألوان فاقعة تلفت النظر إليها. .
فإن أمر والد الفتاة بغير ذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فليتق الله، وليكن عونًا لابنته على طاعة الله، فإن رسول الله ﷺ يقول: “إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته” رواه ابن حبان في صحيحه.