يقول الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله-:
الحكمة في أن الله جعل الصوم أحد الأنواع التي شرعها تكفيرًا ومَحْوًا لآثارها فهي ترجع إلى حِكمة الصوم العامة، التي قَصد بها الشارع إلى أهمِّ أُصول الحياة الطيبة للإنسان، وهو تهذيب النفس وتقويم الخُلُق، والتعويد على الصبْر، وضبْط الإرادة في تحمُّل الشدائد واستقبال الآلام بقوة العزيمة، وليس مِن رَيْبٍ في أن قِوام الأمم إنما يكون بتسلُّح أبنائها بهذه المعاني، التي تُعِدُّهُمْ لمُكافحة الطوارئ ومُصارعة الأحداث.
ومن هنا صحَّت أحاديثُ كثيرة ـ عن النبي ـ ﷺ ـ تُرغِّب في صوم أيام مُعينة، مُوزعة على الشهور والأسابيع؛ توجيهًا للمسلم إلى وسائل العلاج لمَا قد يكون وقع فيه مِن ذنوب، ووسائل الوقاية لمَا يُخشَى أن يقع فيه: نَذْكُرُ من ذلك: صوم ستٍّ من شوال، وما يَتَيَسَّرُ مِن شعبان، وصوم عاشوراء، وصوم يوم عرفة لغير حاجٍّ، وصوم ثلاثة أيام في كل شهر، ويومَيِ الإثنين والخميس من كل أسبوع.