يجوز لعن الشيطان ، أو إبليس ( لعنه الله ) ، لأنه ملعون حقا في كتاب الله تعالى ، كما قال الله تعالى عنه : ( إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ، لعنه الله ) النساء 117، 118.
قال الإمام القرطبي في تفسيره : “أصل اللعن الإبعاد, وهو في العرف إبعاد مقترن بسخط وغضب; فلعنة الله على إبليس – عليه لعنة الله – على التعيين جائزة, وكذلك سائر الكفرة الموتى كفرعون وهامان وأبي جهل “. انتهى.
وقد لعن بسبب تكبره ومعصيته لله تعالى ورفضه التوبة منها ،
-حين أمره الله تعالى بالسجود مع الملائكة لآدم عليه السلام ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) البقرة 34 .
-ولما عاتبه الله على امتناعه عن السجود ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ص 76 ، فلعنه الله وطرده من رحمته ( قال فاخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ) الحجر 34، 35، لعنه الله ، فكل الشر منه ، وأعاذنا الله من شره .
وأما الاستعاذة فقد أمرنا الله بالاستعاذة منه فقال : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)فصلت 36 ، وقال تعالى : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) النحل 98. وقال أيضا : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون ) المؤمنون 97،98.
وقد سن لنا الرسول ﷺ الاستعاذة من الشيطان في مواطن مختلفة وأوقات مختلفة
-في أذكار الصباح والمساء ؛ حيث كان يقول ﷺ: (اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم) رواه الترمذي وصححه ، ورواه جماعة غيره.
-وقبل دخول الخلاء ( الحمام).
-وعند دخول المسجد والخروج منه.
-وعند سماع نهيق الحمار ونباح الكلاب.
-في استفتاح الصلاة … وغير ذلك.
وذلك لأنه عدو لنا مهمته في الحياة هو وذريته إضلال بني آدم ، كما قال الله تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتحذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) فاطر 6.