يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
في كتاب ( المقنع ) في الفقه الحنبلي, وهو من المتون المعتمدة وعليه حاشية جليلة ، وفيها عند قول المتن : ( ويجب الختان ما لم يخفه على نفسه) ما نصه ( وهو شامل للذكر والأنثى , وعنه : لا يجب على النساء ، وصححها بعضهم وعنه : ويستحب) انتهى المقصود، ومنه يعلم أن في المسألة روايات أشهرها الوجوب .
وهو مذهب الشافعي , والرجال والنساء فيه سواء، والمشهور أنه سنة، قال النووي : وعليه أكثر العلماء , ومنهم الحنفية والمالكية , وقد جرى عليه العمل ، ولكن لا يوجد حديث يحتج به في الأمر به، فحديث : ( ألق عنك شعر الكفر واختتن ) عند أحمد وأبي داود والطبراني وابن عدي والبيهقي قال الحافظ ابن حجر : فيه انقطاع وعثيم وأبوه كليب ( راوياه ) مجهولان . وقال ابن المنذر : ليس في الختان خبر يرجع إليه ولا سنة تتبع .
واحتج القائلون بأنه سنة بحديث أسامة عند أحمد والبيهقي : ( الختان سنة في الرجال مكرمة في النساء) وراويه الحجاج بن أرطاة مدلس .
والذي لا نزاع فيه هو ما قلناه من أنه سنة عملية كان في العرب وأقره النبي ﷺ ، وعده من خصال الفطرة وهو من ذرائع النظافة والسلامة من بعض الأمراض الخطرة .