قال تعالى في أعذار الفطر في رمضان: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ، وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ) (سورة البقرة : 185) والمَرض الذي يُبيح الفِطر هو الذي يَطرأ، أو يَزداد بالصيام، أو يَحول دون الشِّفاء، أو يَترتب عليه ضَرر آخر، ومثل المريض من يقوم بعمل شاقٍّ، هو مَورد رزقه الوحيد، لا يستطيع الصوم معه، كالخبَّاز الواقف أمام الفُرن والحَرُّ شديد، وعمَلُه بالنهار وقت الصيام.
على أن يكون المرض أو التعب واقعًا بالفعل، لا مُتوهَّمًا ولا مُتوقَّعًا، والطالب الذي يُذاكر لا تَتحتَّم مذاكرته بالنهار، وعليه أن يُنسِّق بين واجباته، وبين الوقت المناسب، فله أن يَجعل مذاكرته بالليل إذا كان النهار في رمضان طويلاً وحارًّا، ولا يجوز له الفطر لمجرد اختياره أن تكون مذاكرته بالنهار، وكل ذلك إذا تَرتَّب على الصيام ضعف شديد في الجسم أو التفكير، أما إذا لم يكن ذلك فلا يجوز التفكير في الفطر.
وإذا كان الامتحان يُعقد بالنهار وفي وقت الحرِّ الشديد ـ قُبَيل الظهر إلى قبيل المغرب ـ ولو أصبح صائمًا أحَسَّ بالجوع أو أحَسَّ بالعطش الشديد الذي يُؤثِّر على تفكيره ـ فله الفطر عند الإحساس بالتعب، بمعنى أن يَنوي الصيام ليلاً، ويَتناول سَحوره، ويستريح أو يَذاكر، فإذا دَخَل الامتحان في الوقت المذكور، ولم يُحِس تعبًا فلا يجوز له الفطر. أمّا إذا أَحَسَّ بالتعب فيُفطر عند الإحساس به، أما ألا يَنوي الصيام، ولا يَتسحر ويُصبح مُفطِرًا؛ لِيستعدَّ للامتحان في فترة الحَرِّ فذلك لا يجوز مطلقًا، فالتعب المتوقع مُتوهَّم غيرُ واقِع بالفعل.
وكذلك لو كان الامتحان في الساعات الأولى من النهار ـ حيث الجوُّ يكون مناسبًا ـ ولا يوجد إحساس بالجوع، أو العطش، أو كان الامتحان في وقت الشتاء، أو اعتدال الجو، فلا يجوز أن يُصبح مُفطِرًا، أي لابد أنْ يَنوي الصيام ليلا،ً ويَبدأ الصيام، ويَدخُل الامتحان صائمًا حيث لا يكون تعب.
ونقول لمن يُذاكِر ويَدخُل الامتحان: عليك بتقوى الله، و احْرِص على طاعته (وَمَنْ يَتَّقِِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) (سورة الطلاق : 4).