لا جناح على المسلم إذا كان يحب من الناس أن يحبوه ويوادوه، فهذا أمر فطري في الإنسان: أن ُيحب ويحَب.
ومن ناحية أخرى، هو يرجو أن تكون محبة الناس، ولا سيما أهل الخير منهم، دليلًا على محبة الله تبارك وتعالى، فهو الذي وضع له القبول في قلوب عباده، وستر قبيحه، وأظهر جميله، وقد قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)، فهو يرجو أن يكون منهم، فإن من أحبه تعالى جعله محبوبًا في قلوب الناس.
وقال ﷺ: “إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل، فقال: إن الله قد أحب فلانًا، فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.
وأرفع من هذا المقام: أن يكون أكبر همه حب الله تعالى، ورضاه سبحانه عنه، ولا يبالي أرضي الخلق عنه أم سخطوا، أحبوا أم كرهوا، على حد قول القائل:
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب!
وإذا تعلق قلب المسلم بحب بعض الناس فلأنهم أحباب الله تعالى كالذين وصفهم الله تعالى بقوله: (يحبهم ويحبونه).
وفي الأدعية المأثورة: “اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك.