بخصوص حالات جمع الصلاة
من المعلوم أن كثيرا من الأحكام الشرعية مبنية على التيسير الذي يعد روح الشريعة الإسلامية، و من ذلك الجمع في الصلاة كالجمع في عرفة ومزدلفة أثناء الحج ، والجمع في السفر خلافا للأحناف ، والجمع في المطر الشديد ، والجمع للمرض أو العذر القاهر ، والجمع لأصحاب الأعذار كالمستحاضة ، ونحو ذلك .
يقول المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث : يجوز للمصلي أن يجمع بين الظُّهر والعَصر تَقديماً وتأخيراً، وبَين المغرب والعِشاء كذلك في الحالات التالية:
1 – الجمع بعرفة ومُزدلفة أثناء الحج، اتفقت عليه كلمة العلماء لفِعل رسول الله ﷺ، والأحناف يحصرون الجمع في هذه الحالة فقط، ولا جَمع عندهم في غيرها.
2 – الجمع في السَّفر وعَليه الجمهور إلّا الأحناف وذلك: – لحديث أنس قال: «كان رسول الله ﷺ إذا ارتَحل في سَفره قبل أن تَزيغ الشمس، أخَّر الظهر إلى وقت العَصر، ثم نزل فجمع بينهما. فإن زاغت الشمس قَبل أن يرتَحل صلَّى الظهر ثم ركب» (متفق عليه). – وحديث مُعاذ قال : «خَرجنا مع النبيِّ ﷺ في غَزوة تبوك فكان يُصلّي الظُّهر والعَصر جميعاً، والمغرب والعشاء جَميعاً» رواه مسلم.
3 – الجمع في المطر الشّديد جَماعة في المسجد، وقد فَعله ﷺ ورَواه عنه البخاري وغيره. وأجاز الحنابلة الجمع للمنفرد في بيته أيضاً.
4 – الجمع بسبب المرض أو العذر، لحديث ابن عباس: «جَمع ﷺ بين الظُّهر والعَصر، والمغرب والعشاء بالمدينة، من غير خوف ولا مَطر. قيل لابن عباس: ماذا أراد بذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته»، رواه مسلم.
5 – وأجاز الحنابلة الجمع لأصحاب الأعذار كالمستحاضة ومن به سلس بول، وللخائف على نفسه أو ماله أو عرضه، ولمن خاف ضرراً يلحقه بمعيشته إذا ترك الجمع وغير ذلك من الأعذار. وبناء على ذلك يجوز الجمع بسبب ضرورة العمل الوظيفي أو الدراسة خاصة في البلاد الأجنبية، كما يجوز الجمع في البلاد التي يتأخر فيها وقت العشاء بحيث يشق على المسلمين انتظاره.
6 – وجَمع التقديم هو صَلاة العصر مع الظهر في وَقت الظُّهر، وصلاةُ العِشاء مع المغرب في وقت المغرب. وجمع التأخير هو صَلاة الظهر مع العَصر في وقت العصر، وصلاة المغرب مع العِشاء في وقت العشاء، ولا تدخل صلاة الفَجر في رخصة الجمع أو القصر ولا يُجمع العصر مع المغرب.