الآباء والأسر التي تتعنت عند اختيار الزوج بحجة أن المتقدم ليس على المستوى، هذا أمر مرفوض شرعًا، بل يأثم الأب الولي أو الأخ إن كان وليًّا؛ لأنه بفعله هذا يدمِّر موكلته، ويجري بها الزمن، وقد يكون سببًا في إصابتها بمرض نفسي، وبخاصة عندما ترى مثيلاتها أو زميلاتها قد تزوَّجن وأنجبن أولادًا واستقرت حياتهن، ومعلوم أن الإسلام أمر أولياء الأمور أن يختاروا الشاب لدينه؛ وذلك لقوله (ﷺ): “إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
فالفتاة التي تعنت أهلها فعلا في رفض تزويجها بحجة ان المتقدم لا يناسب مستواهم وقد وصلت إلى الثلاثين من العمر ويئست من المحاولة معهم في إقناعهم، فإنه لا مانع شرعًا على مذهب الحنفية أن تمارس عقدها بنفسها مع من ترغب، و لكن لا تندفع في الاختيار، بل تضع نفسها موضع الوكيل الذي يتخير الشاب المناسب بغضِّ النظر عن فقره أو غير ذلك، وهو ما يُعِدّه المجتمع نقيصة، وتُعَدّ هي مسؤولة عن زواجها من هذا الشاب، وإن شاء الله عقدها صحيح ولا شيء عليها.
ويستحب لها أن تتخير أي إنسان يكون عاقلاً وجريئًا توكله في العقد عنها، ويكون ذلك أصح لها وأوقع لرد العقد الشرعي وفقًا لرأي الجمهور.