وردت عدة أحاديث صحيحة في فضل الصلاة على النبي ، منها : “من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً…

وأما تقييد الصلاة على النبي بألف مرة فورد في حديث رواه أبو الشيخ عن أنس يرفعه: من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يبشر بالجنة. ورواه ابن شاهين عن أنس بلفظ: من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة. قال ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام: قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتاب الصلاة على النبي ، لا أعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية، قال الدارقطني حدث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها، وقال الإمام أحمد: لا بأس به إلا أن أبا داود الطيالسي روى عنه أحاديث منكرة، وقال: وروي عن يحيى بن معين أنه قال هو ثقة. انتهى.

ويفضل الاقتصار على المأثور في صيغ الصلاة على النبي .

فقد أمرنا الله تعالى بالصلاة على نبيه محمد فقال: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ” [الأحزاب:56] قال الإمام البخاري عند تفسير هذه الآية: عن كعب بن عجرة قال: قيل يا رسول الله: أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال قولوا: ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد” وفي رواية للبخاري ومسلم: ” اللهم صل على محمد عبدك وعلى آله وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآله وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد” متفق عليه من حديث أبي حميد الساعدي. وهذه الصيغ كلها صحيحة يمكن استعمال أي منها في الصلاة، أما خارج الصلاة فالأمر واسع. وأما الأوقات التي نصلي فيها على النبي فهي كثيرة ومنها:

1- عندما يذكر النبي تستحب الصلاة عليه، وهناك من قال بوجوب ذلك،

2- عقب الأذان، لقوله : ” إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن ثم صلوا علي” رواه مسلم

3- وفي يوم الجمعة وليلتها، لقوله : ” أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن فعل ذلك كنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة” أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس. وحسنه السيوطي.

4- وفي بداية الدعاء ونهايته. قال الإمام النووي في كتاب الأذكار: “أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله ، وكذلك يختم الدعاء بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة. اهـ

5- وتستحب الصلاة على النبي ضمن أذكار الصباح والمساء عشر مرات، لقوله : ” من صلى علي حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة” أخرجه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد. انظر مجمع الزوائد 10/120، وصحيح الترغيب والترهيب 1/273.

6- وتسن الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية بعد التكبيرة الثانية في صلاة الجنازة.

7- وفي التشهد الأخير من الصلاة تسن الصلاة على النبي ، ومن العلماء من أوجب ذلك، وأبطل الصلاة إذا خلت من الصلاة على النبي .

8- تستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه في المجلس قبل أن يقام منه، لقوله ” ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه، ولم يصلوا على نبيهم فيه إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم” رواه أبو داود، والترمذي، وأحمد، وحسنه النووي والترمذي. وقوله (ترة) أي حسرة وندامة.