الغالب في النساء أن تلد المرأة مولودًا واحدًا في كل حمل تحمله، وقلّ أو ندر أن تلد اثنين في حمل واحد، ويطلق عليهما اسم التوءم أو التوءمان، وليست لهما خاصة مميزة عن غيرهما من سائر المولودين، فقانون الحياة واحد في الجميع، وكل الناس مخلوقون بقدرة الله تعالى من أب وأم من الإنس والبشر وليسوا من عالم آخر.
ويبدو أن الغَرابة في ولادة التوءمين حملت بعض الناس على إلصاق الغرائب بهما، وذلك شأن كل غريب يبالغ في الاهتمام به، وهذا الاهتمام قد يكون مشوبًا بالعمل على حمايتهما وعدم التعرض لهما بسوء، وقد يكون مشوبًا بالرحمة والعطف أحيانًا، ومن هنا يختلف أسلوب الوالدين في رعايتهما، وفي ظل هذه الأفكار والأساليب ظهرت مقولة أن التوءمين ينقلبان بعد أربعين يومًا إلى هيئة قطط تسرَح بالليل في الشوارع والبيوت ومن الغريب أن يُقال ذلك والتوءمان نائمان موجودان في المهد، ولكن ما يزال اعتقاد بعض الناس أن أرواحَهما إن لم تكن في أجسادِهم تحلُّ في قطط، ومن هنا يحذَر الناس أن يؤذُوا هذه الحيوانات لأنّها من جنس بني آدم في صورة قطط.
واستغلّ الدّجّالون هذه الخُرافة خرافة تحول التوائم إلى قطط وزعموا أنّهم يستطيعون أن يحرُسوا التوائم فلا تخرُج بالليل على هيئة حيوانات، ويعملون ما يعملون من أحجبة وتعاويذ يبتزُّون بها أموال البسطاء، بل قد تستغل أم التوءمين هذه الفرصة لتستجدي الناس بعض المال لرعايتهما.
وكل هذه الاعتقادات وما تجر إليه لا يوافِق عليه الدين أبدًا، بل ولا تقبله العقول السليمة، وفي التاريخ توائم عاشت عيشة طبيعيّة كسائر الناس، بل كان لبعضهم شأن كبير في ميدان من الميادين المختلفة، والواجب علينا أن نقاوم هذه الخُرافات عن طريق التوعية الصحيحة وفي هديِ الإسلام متَّسع لمن أراد أن يتعلَّم ويعلِّم.