إذا كان التدخين حراما، فإنه يحرم الإعانة عليه بأي وجه من وجوه الإعانة ، ومن ذلك بيع الشيشة ، وتقديم الشيشة لمن يشربها ونحو ذلك، فحينما حرم الله تعالى الخمر ـ والتدخين شبيه الخمر ـ حرم كل مشاركة في إعداده، فلعن بائع الخمر ومشتريها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها ومعتصرها وساقيها وشاربها ، وكل من شارك وأعان على شربها، حتى الجلوس في مكان تشرب فيه خمر حرام.
وأما الرزق والدخل ،فإن الله تعالى يكتب لكل إنسان رزقه وهو جنين في بطن أمه، كما أخبر النبي ﷺ، وقد تكفل الله تعالى لكل مخلوق برزقه الذي قدره له، وأخبرنا أنه لا ينقص رزق أحد ولا يزيد، مهما اتخذت الأسباب للزيادة أو النقصان، وأمرنا بحسن طلب الرزق، بطلبه بطرق حلال مشروعه، وأمرنا أن نتقيه تعالى وألا يحملنا طلب الرزق واستعجاله على أن نطلبه بمعصيته تعالى، لأن ما عند الله تعالى لا ينال بعصيته، بل أخبر أن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، وفوق هذا أخبرنا تعالى أن تقوى الله تعالى وتحري الحلال يجلب الرزق ويحصل البركة فيه ، فقال تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) سورة الطلاق. وقد اتقى الله أناس كان أحوج ما يكونوا إلى مال وكفوا أنفسهم عن الحرام، فوسع الله عليهم من الحلال، ورزقهم من حيث لم يحتسبوا، وصدق الله ، ومن أصدق من الله حديثا؟!