السنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة من صلاهن بنى الله له بيتا في الجنة ، وهي : ركعتان قبل صلاة الصبح ، وهما سنة الفجر، وهما الركعتان اللتان قال عنهما رسول الله ﷺ( ركعتا الفجر خير من الدنيا ، وما فيها ) وأربع ركعات قبل صلاة الظهر ، وركعتان بعد الظهر ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، والمقصود بالسنن القبلية إيقاعها بين الأذان والإقامة، وأما الركعات الأربع فالأفضل أن تصلى اثنتين اثنتين، ولا مانع من صلاتها متصلة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :-
ثبت في الصحيح { عن النبي ﷺ أنه كان يصلي مع المكتوبات عشر ركعات أو اثني عشرة ركعة ، ركعتين قبل الظهر أو أربعا ، وبعدها ركعتين ، وبعد المغرب ركعتين ، وبعد العشاء ركعتين ، وقبل الفجر ركعتين } .
وكذلك ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ قال : { من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة بنى الله له بيتا في الجنة } .
ورويت في السنن أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر وليس في الصحيح سوى هذه الأحاديث الثلاثة حديث ابن عمر وعائشة وأم حبيبة .
ويقول الشيخ : فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث :-
يسنُّ للمسلم أن يحافِظ مع الصَّلوات الخَمس على ما كان يصلي رسول الله ﷺ من السنن. فعن رَبيعة بن مالك الأسلمي رضي الله عنه، قال: قال لي رسولُ الله ﷺ: «سَل». فقلت: أسألك مرافَقتكَ في الجنَّة. فقال: «أَوَغَيْر ذلك؟» قلت: هو ذاك. قال؛ «فأعِني على نَفسِك بكثرة السُّجود». رواه مسلم.
وعن أُم المؤمنين أم حَبيبة بنتِ أبي سُفيان رَضي الله عنها قالَت: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «ما مِن عبدٍ مُسلم يُصلي لله تعالى في كلِّ يوم ثِنتَي عشرة ركعة تَطوُّعاً غيرَ الفَريضة إلَّا بَنى الله له بَيتاً في الجنَّة»، رواه مسلم.
والسنن المرتبة مع الصَّلوات الخمس هي:
1 – سنّة الفَجر ركعتان خَفيفتان تصلى قبل الفريضة وتُقضى إذا فاتت، لحديث عمران بن حصين، وقد رواه البخاري ومسلم.
قالت عائشة: « لم يكن النبي ﷺ على شيء من النوافِل أشدَّ تَعاهُداً منه على رَكعتَي الفَجر ».
وقال عليه الصلاة والسلام: « رَكعتا الفَجر خيرٌ من الدُّنيا وما فيها » رواه مسلم، وهي سُنَّة مؤكدة قَريبة من الواجب.
2 – سنَّة الظهر: وهي أربع ركعات قبل الفَريضة واثنتان بَعدها. هذا أصحّ ما وَرد، ويُمكن أن يصليها اثنتين قبلها واثنتين بعدها، وأربعاً قبلها وأربعاً بعدها.
3 – سنّة العَصر: وهي ركعتان (كما روى أبو داود عن علي رضي الله عنه)، أو أربع (كما روى أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه) قَبل الفريضة.
4 – سنّة المغرب: رَكعتان بعد الفريضة سنّة مؤكدة (كما في البخاري ومسلم).
– ركعتان قبلها مستحبَّة لمن شاء (كما روى الشيخان) وهو مذهب الشافعية والحنابلة.
5 – سنّة العشاء: ركعتان بعد الفريضة (كما في البخاري ومسلم).
– ركعتان قبلها مستحبة لمن شاء، وهذا مذهب الشافعية، أما عند الأحناف فسنّة العشاء أربع ركعات قبل الفريضة وأربع بعدها.
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي مبينا أهمية النوافل للمسلم :-
الصلوات الخمس مفروضة ومكتوبة على كل مسلم ومسلمة.
ولكن هناك سنن راتبة أي مؤكدة كان النبي ﷺ يواظب عليها، وشرع للمسلمين أيضًا أن يواظبوا عليها.
والمسلم ينبغي أن يحرص على هذه السنن لعدة أسباب :
( أ ) منها: أنها تقربه إلى الله عز وجل، وتزيد رصيده عند الله تعالى . وإذا كان كل إنسان يحاول أن يزيد رصيده في ” البنك ” من المال والنقود، فلماذا لا يحرص كل إنسان أيضًا على أن يزيد رصيده من الحسنات عند الله تعالى .. وهو الباقي الخالد الذي ينفعه (يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم). (الشعراء: 88، 89).
وقد جاء في الحديث القدسي ” ما تقرب عبدي إليّ بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها … الحديث ” رواه البخاري.
( ب ) ومن ناحية أخرى فإن الإعراض عن هذه السنن فيه شبه إعراض عن حب رسول الله ﷺ والله تعالى يقول: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (الأحزاب: 21) ومن أحب رسول الله اتبع سنته وأحياها . وما دام النبي عليه الصلاة والسلام قد واظب على هذه السنن، فمن حقه أن نحييها وأن نتبعها وألا نميت هذه السنن.
( ج ) وهناك أمر آخر، وهو أن هذه السنن هي تعويض لما عساه أن يحدث في أداء الفرائض من نقص ومن قصور.
من ذا يزعم لنفسه أنه يصلي الفرض صلاة تامة كاملة بخشوعها وبآدابها كلها ؟ لعل ذهنه يسرح، ولعل قلبه ينشغل عن الخشوع، ولعل بدنه لا يسكن في صلاته، .. ولعله لا يؤدي للأركان حقها من الطمأنينة ..
فإذا حوسب الإنسان يوم القيامة – وأول ما يحاسب عليه الصلاة – نظر في صلاته فإذا كان قد أدى الفرض أداء تامًا فبها، وإلا بحث عن السنن والنوافل ..
فهناك يستكمل هذا النقص من النوافل … فهي إذن عملية جبر وتعويض، لما يحدث في الفرائض من نقص أو خلل، أو تقصير.
على أن المسلم الذي يقتصر على أداء الفرائض، لا إثم عليه ولا عقاب، إذا وفَّاها حقها، ولم ينقص من أركانها وواجباتها شيئًا.
وقد ثبت في الصحيح: أن النبي ﷺ قال لمن حلف من الأعراب أنه لا يزيد عن الفرائض شيئًا ولا ينقص: ” أفلح إن صدق “، أو: ” دخل الجنة إن صدق ” وفي موضع آخر قال: ” من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا “.