يقوم المنهج الإسلامي على الربط بين الاقتصاد والأخلاق، فالاقتصاد الإسلامي اقتصاد أخلاقي، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: “إن الله طيِّب لا يقبل إلا طيبًا”، فلا يجوز لنا أن نرتكب الحرام لننشئ به مشروعًا خيريًّا، كأن نبيع الخمر أو نلعب الميسر أو نأكل الربا أو غير ذلك من التصرفات المحرمة بيقين؛ لنفعل بها بعض الخيرات.
فما يسمى باليانصيب الخيري هو حرام شرعاً؛ لأنه يقوم على القمار، وقد نهى الله تعالى عنه في القرآن الكريم حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90، واليانصيب الخيري جزء من الميسر، وكون صرف صرف اليانصيب في أوجه الخير لا يجعله حلالاً، إذ الغاية لا تبرر الوسيلة.
ولكن إذا وجدت أموال محرمة أو مشتبه فيها بدون السعي إليها فمصرف هذه الأموال المحرمة هو الفقراء والجهات الخيرية، فإذا كانت هذه الأموال المجموعة من اليانصيب ليست من عمل الفقراء ولا من صنعهم ولا من تدبيرهم، وإنما جاءت من غيرهم، فلا بأس أن يأخذوها؛ لأنهم قطعًا من الجهات المستحقة والمصارف المشرعة لهذه الأموال الخبيثة والمشبوهة.