الوسواس هو بلاء وابتلاء، ندعو الله تبارك وتعالى أن يعافي المسلمين منه:
وخير مخرج من هذا الداء والبلاء هو كثرة ذكر الله تبارك وتعالى، وتلاوة القرآن، وألا يعيش على انفراد لفترة طويلة، بل يخالط الطيبيين والصالحين، ولا بد أن يكون المسلم قوي الإرادة بحيث لا يستسلم لهذا الوسواس، وعليه أن يدفعه، ولا يجعل نفسه تنساق معه، فليستعذ بالله منه، ولا ينفذ ما يلقيه في نفسه من إعادة غسل الأعضاء في الطهارة، أو إعادة الأذكار والقراءة في الصلاة، واعلم أيها المسلم أن الشيطان عدو مبين، وتذكر أن عدوك لا يدلك على خير ولا يكون حريصا على مصلحتك.
فإذا قال لك أن وضوءك باطل فاعلم أنه كاذب وأن وضوءك صحيح، وكذلك اعمل بخلاف ما يقوله لك في الصلاة وكل ما يوسوس لك فيه، وما دمت أنت نفسك تعلم أنك غسلت أثر النجاسة بعد قضاء الحاجة، ولا تتأكد ـ حتى لو شككت ـ في خروج نجاسة بعد الغسل فقم وتوضأ، وما دمت تعلم وترى أن أعضاء الوضوء قد غسلت ولو مرة واحدة فلا تعد غسلها، بل وأولى بك وأنت على هذه الحالة ـ الوسوسة ـ أن تقتصر على الغسل مرة واحدة ، فالغسل مرة هو الواجب وما زاد عليها إلى ثلاث سنة، وما زاد على الثلاث بدعة، والغالب أنك ستزيد على الثلاث ، فأفضل لك أن تقتصر على واحدة، فإنها تكون في الواقع أكثر، فقد رأينا من يصاب بالوسواس يغسل مرارا ثم يتوهم أنه لم يغسل العضو الفلاني ولا مرة ، مع أنه يراه مبتلا بالماء والماء يتقاطر منه، ويعلم في قرارة نفسه أنه غسله مرارا ، ولكن الشيطان يوسوس له.
فاقرأ أخي المسلم واستمع سورة البقرة كثيرا ، فإنها تطرد الشيطان ، وأكثر من ذكر اله تعالى ومن الاستغفار والصلاة على النبي ﷺ ، واستعذ بالله من الشيطان دوما ، وتوكل على الله، وارمي ما يلقيه الشيطان في نفسك من الوساوس وراء ظهرك، ولا تنفذ ما يمليه عليك، بل اعمل بعكس ما يلقيه في نفسك ، واعلم أن الله تعالى أعلم بك وأرحم بك من غيره، فلا يؤاخذك بما تقع فيه من أخطاء ولا بتقصيرك في بعض الواجبات بسبب تلك الوساوس ما دمت لا ترضى عنها وتنكرها .