جاء الإسلام فأنقذ الناس من الضلالات التي كانوا فيها وجمعهم في أمة واحدة كانت أمة العقيدة ، وصاغهم صياغة جديدة وفق تعاليم العقيدة فاستحقت هذه الأمة أن تحظى بهذا الوصف العظيم من الله تبارك وتعالى وذلك في قوله تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، فحل التواد والتراحم محل التباغض وحل العدل محل الظلم ، وبث الإسلام الأمن والطمأنينة محل الذعر والخوف . والعالم اليوم أحوج إلى عدل الأمة الإسلامية وأخلاقها مثلما كان محتاجا لها في الماضي .
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي السالوس-رحمه الله تعالى- أستاذ الشريعة بجامعة قطر:
ما يجري في الغرب الآن عبارة عن انهيار في الأخلاق والحضارة وإيذان بزوالها، ( وخير شاهد على هذا انتشار الثقافات المنحرفة ، وشيوع الظلم في أرجاء المعمورة ، وسياسة الكيل بمكيالين ، وسيطرة قانون الغاب ، وكبح العدل ، وظهور العنصرية بوجهها القبيح ، وانحدار الأخلاق، وغير ذلك كثير ) حتى أصبح الزنا شيئا أساسيا ، وضرورة كسائر الضرورات الفسيولوجية ، وأصبح العالم بأسره بحاجة ماسة إلى أخلاق المسلمين المفعمة بالعفة والشرف والكرامة ، والتي ستسود العالم في يوم من الأيام.
فالأمة الإسلامية إذا نهضت من جديد فإن نورها سيشرق على العالم أجمع ، وتصبح هذه الأمة هي سيدة الموقف وهذا ما سيتحقق على يد المهدي المنتظر الذي سيملأ الدنيا عدلا بعدما ملئت جورا وظلما، وهذا لن يكون إلا عندما تتغير القوانين الظالمة التي تسود العالم فتحل محلها القوانين الإلهية المنصفة. أهـ
وهذه الأمة ستنهض من غفوتها ، وستعيد إلينا إشراق الأمة الإسلامية الذي أفاضت به على العالم فأنقذته قرونا عدة.
ويوضح فضيلة الأستاذ الدكتور هذا الأمر فيقول :
نحن- المسلمين- نؤمن بأن هذا لابد أن يكون رغم كل الضعف والتخاذل الذي نراه ، ولابد لها أن تعود خير أمة أخرجت للناس ، والدليل على ذلك – ونحن لا نقول أحلاما هنا – هو ما أخبرنا به رسول الله ﷺ : ” لا تقوم الساعة حتى تقاتلون اليهود، أنتم شرقي النهر وهم غربيه حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ياعبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله ، إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود
معنى هذا : أنه قبل قيام الساعة سننتصر على اليهود وما بعد الانتصار على اليهود تنتقل الراية من أيديهم إلى أيدينا.
وهذه البشرى الطيبة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كنا أهلا لذلك ، وغيَّرنا ما بأنفسنا عملا بقوله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }.