المشعر الحرام هو مزدلفة كلها، الجبل وما حوله ، وقد أمر الله تعالى المسلمين إذا أفاضوا من عرفة أن يذكروه سبحانه فيها بصلاة المغرب والعشاء جمع تأخير. وقيل: هو جبل في آخر المزدلفة يقال له قزح ، يذكر الحجاج ربهم عنده بعد المبيت بمزدلفة.
قال ابن كثير فى تفسيره:
عن سفيان بن عيينة قوله “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام” وهي الصلاتين جميعاـ أى جمع المغرب والعشاء تأخيرا بمزدلفةـ وعن عمرو بن ميمون سألت عبدالله بن عمرو عن المشعر الحرام فسكت حتى إذا هبطت أيدي رواحلنا بالمزدلفة قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟ هذا المشعر الحرام.
وقال ابن عمر: المشعر الحرام المزدلفة كلها.
وعن ابن عمر أنه سئل عن قوله “فاذكروا الله عند المشعر الحرام” فقال: هذا الجبل وما حوله. كل ما ههنا مشعر.
وروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي والربيع بن أنس والحسن وقتادة أنهم قالوا: هو ما بين الجبلين.
وقال ابن جريج: قلت لعطاء أين المزدلفة؟ قال: إذا أفضت من عرفة فذلك إلى محسر .. قال: فقف بينهما إن شئت قال وأحب أن تقف دون قزح هلم إلينا من أجل طريق الناس .
والمشاعر هي المعالم الظاهرة وإنما سميت المزدلفة المشعر الحرام لأنها داخل الحرم .
وتسمى عرفات المشعر الحرام والمشعر الأقصى (انتهى)
وقال القرطبى فى تفسير قوله تعالى:
(فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ): أي اذكروه بالدعاء والتلبية عند المشعر الحرام.
ويسمى جمعا لأنه يجمع فيه المغرب والعشاء.
وقيل: لاجتماع آدم فيه مع حواء, وأزدلف إليها, أي دنا منها, وبه سميت المزدلفة.
ويجوز أن يقال: سميت بفعل أهلها; لأنهم يزدلفون إلى الله, أي يتقربون بالوقوف فيها.
وسمي مشعرا من الشعار وهو العلامة; لأنه مَعلم للحج والصلاة والمبيت به, والدعاء عنده من شعائر الحج.
ووصف بالحرام لحرمته.
ثبت أن رسول الله ﷺ صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا.
وأجمع أهل العلم – لا اختلاف بينهم – أن السنة أن يجمع الحاج بالمزدلفة بين المغرب والعشاء. (انتهى)
وجاء فى تفسير الجلالين:
فإذا أفضتم” دفعتم “من عرفات” بعد الوقوف بها “فاذكروا الله” بعد المبيت بمزدلفة بالتلبية والتهليل والدعاء “عند المشعر الحرام” هو جبل في آخر المزدلفة يقال له قزح وفي الحديث أنه ﷺ وقف به يذكر الله ويدعو حتى أسفر جدا رواه مسلم .