قَوْس قُزَح ظاهرة جوية تَحدُث عَقِب نزول المطر، قال أهل الذِّكر” عالَمنا الذي نعيش فيه ص 29″ إنه مجموعة من انعكاسات ضوئية يتحلَّل فيها الضوء إلى ألوان الطَّيْف السبعة، تُعَبِّر عنه بعض اللغات بقَوْس في السماء، أو قَوْس في المطر،.

وتَحَدَّث عنه القَزْويني المُتوفَّى سنة 682 هـ في كتابه ” عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ص 66″ بما لا يبْعُد كثيرًا عمَّا قاله المحَدِّثون. ولا يُوجد نص في القرآن ولا في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتحدَّث عنه حديثًا عِلْميًا، إنَّما النصوص الواردة هي في الأمر بالنظر في ملكوت السموات والأرض، والمُراد بالنظر هو التَّدَبُّر والتَّفَكُّر، لا مجرد النظر بالبصر مع غفلة القلب وذهول العقل؛ لأن نتيجة النظر المأمور به في القرآن هي الإيمان بالله ـ سبحانه ـ لمن لا يكون مؤمنًا، وتعميق الإيمان في القلب لمن يكون مؤمنًا، قال تعالى: (أفَلَمْ يَنْظُرُوا إلَى السَّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ . والأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وأنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) ( سورة ق 6-8).

فقَوْس قُزَح كظاهرة جوية صُنْع الله سبحانه يُرْشِد علماء الدين إلى رصْدِها وتدبُّرها ومحاولة الاستفادة منها فيما يُصْلِح المعاش والمعاد، أي في الدنيا والآخرة، ولا عِبْرَة بما يظنُّه بعض الناس مِن رَبْط هذا القوس، بأحداث ستقع، فليس فيه أكثر من ارتباطه بالمطر، والمطر له أثره في حياة الناس، إن نزل بقدر معلوم كان خيرًا وبركة، وإن كان غزيرًا كانت السيول المُدَمِّرة، والله وحده هو الذي يَمْلِك التَّصَرُّف، كما قال سبحانه (ويُنَزِّل مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَمَّنْ يَشَاءُ) (سورة النور:43)

هذا، وقد ذكر النووي في كتابه “الأذكار ص 366″ أنه يُكرَه أن يُقال: قَوْس قُزَح، وأورد في ذلك حديث رواه أبو نعيم في الحلية” ” لا تقولوا قَوْس قُزَح، فإن قُزَح شيطانٌ ولكن قولوا قَوْس الله ـ عز وجل ـ فهو أمنٌ لأهِل الأرض”.