الزواج رباط مقدس، وميثاق غليظ كما سماه القرآن، وللحياة الزوجية دعائم يجب أن تؤسس عليها، أشار إليها القرآن في قوله تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}الروم:21
فالسكون النفسي والمودة القلبية، والرحمة الخلقية، هي أركان الحياة الزوجية في القرآن.
وهذا ما يجب أن يفهمه كل من الزوجين، ويتعاونا معًا على إشاعة جو السكينة والمودة والرحمة في بيتهما المشترك، وأن يحتمل كل منهما صاحبه ويصبر عليه فيما لا يتوافقان فيه، ولا يحكما العواطف أو النـزوات الطارئة في مصير حياتهما، وأن تكون المعاشرة بينهما بالمعروف.
وهذا ما أوصى به القرآن وأكد، وأمر الرجال أن يضبطوا مشاعرهم، ولا يستجيبوا لأي بادرة نفرة أو كراهية يحسون بها نحو نسائهم، بل ينظر إلى الأمر نظرة عقلية توازن بين المصالح والمفاسد، وتقارن بين الحاضر والمستقبل، فإن العجلة في اتخاذ القرار هنا ليس وراءها غالبًا إلا الندامة، يقول تعالى:{وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}النساء:19.
وإذا كان هذا موجهًا في ظاهر اللفظ إلى الرجال فهو في حقيقة المعنى موجه أيضًا إلى النساء، فالمرأة يجب أن تصبر على زوجها وتتحمل شدته وما نشأ عليه من أعراف وصفات لا يسهل تغييره لها، فمن شب على شيء شاب عليه.
وما دامت قد رضيته زوجًا لها، فلتتحمله ما استطاعت، وليحاول كل منهما أن يتنازل عن بعض ما يمكنه من صفاته وتقاليده؛ ليلتقيا في منتصف الطريق، وأحرصهما على بقاء الزوجية يجب أن يكون أصبرهما وأرفقهما، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه.
ليس هناك دواء سحري للمشكلات الزوجية، إنما تعالج بحسن الفهم والرفق والصبر والاستعانة بالله تعالى والصلاة له، كما قال عز وجل:{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}البقرة:153.
نصيحة لكلا الزوجين بالحلم والرفق والتواصي بالحق والصبر وعدم النزاع وعدم الطلاق، والتعاون على الخير والتواصي بالخير، وعدم المنازعة، ونوصي المرأة بالسمع والطاعة لزوجها في المعروف، ونوصي الزوج بالصبر والحلم وعدم العجلة في الطلاق أو الضرب أو غير ذلك.