حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلا، أي إذا كانت له القدرة المادية والصحية على أداء هذه الفريضة.
المبيت بالمزدلفة، اختلف فيه الفقهاء، هل يجب أن يبيت الحاج فيها كما بات النبي – ﷺ – إلى الإسفار من الصبح، أم أنها مجرد منزل يصلي فيها المغرب والعشاء جمعًا كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام ويبقى مدة قدرها بعضهم إلى نصف الليل كما هو مذهب الحنابلة . وبعضهم كالمالكية، قالوا إنها مجرد منزل، ليس عليه أن يبقى فيها إلا بمقدار ما يصلي العشاء مع المغرب جمعًا، وبمقدار ما يأكل بعض الطعام، ثم لا بأس أن يتابع سيره.
مذهب المالكية في هذا مذهب ميسر، ونميل إلى التيسير في أمور الحج في هذه السنين، نظرًا لكثرة الحجاج والأعداد الهائلة الكبيرة التي تفد سنوياُ لأداء هذه الفريضة . وإذا لم نأخذ بهذه الأقوال الميسرة شققنا على الناس مشقة شديدة، فمثلا لا يمكن أن نقول لجميع الناس: ابقوا في مزدلفة إلى الصباح، وهم مليون ونصف أو أكثر.
وقد يتضاعف العدد في السنوات القادمة . فإذا لم يرتحل الناس أفواجًا يتلو بعضها بعضًا منذ أول الليل إلى آخره، يكون في الأمر حرج شديد، نتيجة لهذا الازدحام ولو أن الأئمة الأولين شاهدوا ما نشاهد من الازدحام الشديد هذه الأيام، لقالوا مثلما نقول، فإن دين الله يسر لا عسر فيه .
والنبي عليه الصلاة والسلام ما سئل عن أمر من أمور الحج قدم أو أخر إلا قال: افعل ولا حرج . تيسيرًا على الناس، مع أن العدد الذي كان معه لم يكن كما في يومنا هذا من الكثرة والازدحام.
ولهذا نرجح رأي المالكية في أن الحاج ليس عليه أن يبقى في المزدلفة إلا بمقدار ما يصلي المغرب والعشاء جمعًا، ويتناول طعامه . وخصوصًا إذا كان معه نساء أو أولاد صغار .