الأصل أن الإنسان يعمل العمل لينال به ما عند الله ، هذا هو الإخلاص، وأما سعادة الإنسان واغتباطه بدخول الجنة، وإشهار ذلك بين أهل المحشر فقد حكاه الله في كتابه ،يقول الله عز وجل :{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) }
يقول العلامة ابن كثير – رحمه الله-:
يخبر تعالى عن سعادة من أوتى كتابه يوم القيامة بيمينه، وفرحه بذلك، وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه: { هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } أي: خذوا اقرؤوا كتابيه؛ لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة؛ لأنه ممن بَدل الله سيئاته حسنات.انتهى.
فهذه السعادة والغبطة ستحصلان إن شاء الله لمن يفوز يوم القيامة، ولكن يخشى لمن يعمل حتى يعرف بالخير أن لا يكون من المخلصين.