قال الإمام ابن عبد البر في كتابه “التمهيد”:
أما المسيح ابن مريم عليه السلام ففي اشتقاق اسمه فيما ذكر ابن الأنباري لأهل اللغة خمسة أقوال:
الأول: أنه قيل له مسيح لسياحته في الأرض، وهو فعيل من مسح الأرض أي من قطعها بالسياحة. والأصل فيه مسيح على وزن مفعل فأسكنت الياء ونقلت حركتها إلى السين لاستثقالهم الكسرة على الياء.
الثاني: قيل إنما قيل له مسيح لأنه كان ممسوح الرجل ليس لرجله أخمص، والأخمص ما لا يمس الأرض من باطن الرجل.
الثالث: قيل سمي مسيحا لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن.
الرابع: قيل سمي مسيحا لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ.
الخامس: قيل المسيح الصديق.
وأما المسيح الدجال:
فإنما قيل له مسيح لمسحه الأرض وقطعه لها.
وقيل لأنه ممسوح العين الواحدة.
وقد يحتمل أن يكون ممسوح الأخمص أيضاً.
والمسيح ابن مريم عليه السلام والمسيح الدجال لفظهما واحد عند أهل العلم وأهل اللغة
وقد كان بعض رواة الحديث يقول في الدجال المسيح بكسر الميم والسين.
ومنهم من قال ذلك بالخاء، وذلك كله عند أهل العلم خطأ.