بالنسبة لمن يسكن القطب المتجمد الشمالي والجنوبي عليه ألا يعتد بحركة القمر أو الشمس في الصيام أو الصلاة ،وإنما يعتد أهل البلد بوقت أقرب بلد معتدلة إليهم ،أو بتوقيت مكة ،بحكم أنها بلد نزول الوحي .
يقول الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث:
الصّلوات الخمس التي فرضها الله على المسلمين في اليوم والليلة لها أوقات محدّدة وهي مبنيّة على شّروق الشّمس وغروبها مرّة كلّ أربع وعشرين ساعة. وصيام شهر رمضان مبني على حركة القمر وولادته اثنا عشر مرّة في السّنة.
هذه الأحكام مبنيّة على حال البلاد المعتدلة التي تنتظم فيها الأيّام والليالي والشّهور بحسب حركة الأرض والقمر.
لكن هناك جهات في القطبين الشّمالي والجنوبي للأرض يكون النّهار فيها ستّة أشهر والليل ستّة أشهر فكيف تحدّد أوقات الصّلوات فيها؟ وكيف يعيّن شهر رمضان؟ كما أنّ الانسان إذا صعد على سطح القمر فكيف تكون الصّلاة والصّيام هناك؟
لو أردنا أن نمضي مع ظواهر النّصوص لقلنا إنّ الصّلاة مرتبطة بأوقاتها المحدّدة فليس على المسلم في تلك البلاد الاّ صلاة خمسة فرائض في السّنة كلّها لأنّ الشّمس لا تشرق ولا تغرب إلاّ مرّة واحدة. ولقلنا بسقوط فريضة صيام رمضان لأنّه لا وجود لشهر رمضان أصلاً ولا لغيره من الشّهور في تلك البلاد، بل قال بعض العلماء بسقوط فريضة الصّلاة لعدم وجود الوقت المحدّد لها. لكن هذا الرأي كما يظهر يتناقض مع مقصد الشّريعة في فرض هذه الأنواع من العبادات وفي توقيتها.
وإذا كانت فريضة الصّلاة لا بدّ من أدائها خمس مرّات كلّ أربع وعشرين ساعة، وفريضة الصّيام لابد من أدائها شهراً قمريّاً في كلّ سنة، فليس أمام المسلم الموجود في تلك المناطق للقيام بهذه الفريضة وتحقيق مقصد الشّريعة إلاّ أن يقدّر الأيّام والليالي والشّهور بحسب أوقات أقرب البلاد المعتدلة إليه أو بحسب أوقات مكّة باعتبارها بلد نزول الوحي. وهكذا يصلّي ويصوم بشكل معتاد مع البلد الذي يختاره ولكن على حساب السّاعة، وليس على حساب حركة الشّمس أو القمر.