دعاء الرجل على زوجته أن تموت، أو الدعاء بالانفصال بينهما لا يعد طلاقا، ومن المستحسن أن يدعو الإنسان له ولزوجته بالخير، وليتذكر قوله تعالى :”وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ” البقرة: 216.، وقوله ﷺ :”إن كرهت منها خلقا ، رضيت لها آخر .
فمن دعا الله عز وجل أن يفرق بينه وبين زوجته بالموت، هذا لا يعد طلاقا وإنما هو دعاء واقع على أحد الزوجين، لأن الرجل دعا الله أن يفرق بينه وبين زوجته بموت أحدهما، فيمكن أن تموت الزوجة كما يمكن أن يموت الزوج، ودعاء الله أن يفرق بينه وبين زوجته بموتها لا يكون قوله طلاقا، لأن موت أحدهما ليس من فعل الآخر ولا من اختياره.
ويشرع للزوجين عند وجود الشقاق أن يعملا على إزالته، فإذا أراد الزوجين البقاء مع بعضهما دون أن تزول أسباب الشقاق، ودون أن يتمكنا أو يتمكن أحدهما من تبديل البغض إلى حب فليكن الصبر ضجيعهما وأنيسهما، وليحتسب الصابر منهما الأجر عند الله سبحانه وتعالى، فمن عفا وأصلح فأجره على الله.
ويشرع للزوج و الزوجة الدعاء في صلاتهما وغيرها بأن يهديهما الله للصواب ، وعلى كلا الزوجين أن يحاسبوا أنفسهم ، وأن يستقيموا في دينهم ، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه مما قد صدر منهم من سيئات وأخطاء في حق الله أو في حق أحدهما على الآخر أو في حق غيرهم ، فلعله إنما سلط عليهم ما هم فيه من البلاء لمعاص اقترفوها او أقترفها أحدهم ؛ لأن الله سبحانه يقول : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ).