تخطي رقاب الناس مكروه لنهي النبي ﷺ لما فيه من إيذاء للمسلمين، إلا في حالات معينة فيجوز دون كراهة ، وذلك مثل : التقدم لسد فرجة، وكذلك من قام من مكانه لحاجة ثم رجع إليه.
يقول فضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي:
تخطي الرقـاب بيّن النبي ـ ﷺ ـ حكمه، وقـال للّـذي تخطّى الرّقـاب وقطع خطبته :”اجلس فقد آذيت”، وفي لفظ فقد “آنيت وآذيت”،”آنيت” يعني تـأخّرت،”وآذيت” جئت متأخّراً ثم تتخطّى رقاب الناس وتؤذيهم، فهذا ليس من العدل فهذا ظلم للمسلمين وتشويش على الجالسين وتشويش على أهل العلم، ولذلك لا يحقّ لأحد أن يأتي متأخّراً، ويتخطّى رقاب الناس في حلق العلم ، أو يتخطّى رقاب الناس للصّفّ الأوّل.
لكن من أهل ا لعلم من رخّص في هذا التخطي ، إذا وُجدت فرجة، لأن المفروض التّقارب، فإذا قَصَّر الأولون في التّقارب جاز للمتأخّرين تخطّى رقابهم .. فهؤلاء المقصرون قال بعض العلماء فيهم : لا حرمة لهم ، ويجوز تخطّى رقابهم لأنهّم هم السبب، وكان الـواجب شرعاً عليهم أن يتمّوا الصّف الأوّل، ولذلك قال ـ ﷺ ـ:”ألا تصفّـون كما تصفّ المـلائكة عند ربها، قـالوا: كيف تصفّ الملائكة عند ربها؟، قال: يتمّون الصفّ الأوّل فالأول”، فالمسجد يكون فارغا في داخله ، والناس يأتون ويجلسون في الصفوف الأخيرة كما هو مشاهد حتى في الحرمين ، ثم تبقى الصفوف المتقدّمة شاغرة ، وهذا ضرر عظيم وإضرار بالمسلمين فمثل هؤلاء أسقط طائفة من أهـل العلم حرمتهم، وقالوا : يجوز أن تتخطّى رقابهم؛ لأنهم هم الذين قصّروا في اتباع السنة، كما رخّص بعض العلماء إذا قام لقضاء حاجته ورجـع إلى مكانه أنه أحق به لظاهر السنة عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ “من قام من مجلسه لحاجته ثم عاد إليه فهو أحقّ به”، وصلّى الله وسلم وبارك على نبيّه وعلى آله وصحبه وسلّم. (انتهى بتصرف يسير ).