وردت نصوص في فضل التردد على بيوت الله ، كقوله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ … ) (سورة النور : 36 : 37) وقوله ـ ﷺ ـ في السبعة الذين يُظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ” ورجل قلبه معلَّق بحب المساجد ” رواه البخاري ومسلم ، وإخباره عن الذين يخرجون من بيوتهم لصلاة الجماعة في المسجد أنَّ بكل خطوة حَسَنَة ، وأنهم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسهم في المسجد منتظرين الجماعة ، كما رواه البخاري ومسلم ، وقوله فيما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع الدرجات ” وانتظار الصلاة بعد الصلاة ” كما رواه مسلم . وقوله ” من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله له في الجنة نُزلا كلما غدا أو راح ” رواه البخاري ومسلم .
والغرض من هذه النصوص أولًا المحافظة على الصلوات ، وثانيًا أداؤها في جماعة لتقوية الرابطة الاجتماعية ، وثالثًا تعمير المساجد وعدم هجرها ، ورابعًا البعد عن أماكن اللهو واستغلال وقت الفراغ في الخير .
فإذا لم يكن هناك ما يشغل الإنسان من جهاد في سبيل الله أو كَسْبِ عيش، أو عمل خير فأفضل له أن يمضي أكثر وقته في بيوت الله ؛ لأنها خير البقاع كما جاء في صحيح مسلم وغيره .
ولا يقصد بذلك ترك الواجبات الدينية الأخرى والدنيوية التي تحقق الخير للفرد والمجتمع ، ودوام الصلاة في المساجد فهو سبحانه القائل ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) (سورة الجمعة : 10) والرسول ـ ﷺ ـ لم يعجبه لزوم أبي أُمامة للمسجد في غير أوقات الصلاة، بسبب همومه وديونه ، ولكن علَّمه ذكرًا يقوله وهو يسعى حتى يُحقق الله له ما يريد . رواه أبو داود.
ولا يعني فضل التردد على المساجد أن كل من يتردد عليها يكون مُكرَّمًا عند الله ، فإن العِبرة بالنية كما نص الحديث ، وكم من الناس يلازمونها ولهم أغراض غير مشروعة كما كان المنافقون أيام الرسول ، والله قال فيمن يعمر مساجد الله ( وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ ) (سورة التوبة : 18) وقال في المرائين بها ( فَوْيلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) (سورة الماعون : 4 ـ 7) أي لم يستفيدوا منها شيئًا من الأخلاق الحسنة؛ لأنهم لم يحسوا معناها الحقيقي وسهوا عن سر تشريعها ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (سورة العنكبوت : 45).
كثرة الخطا والتردد على المساجد
هل انتفعت بهذا المحتوى؟
اخترنا لكم
الإيمان وأثره في تحقيق النصر
من هدي الإسلام في العلاقة الجنسية بين الزوجين
المبشرات بانتصار الإسلام
حديث فراسة المؤمن
الله أكبر ..وأثرها في سلوك المسلمين
كيفية مراجعة المطلقة
نواقض الوضوء المتفق عليها
واجب المسلم تجاه السنة النبوية
صلاة قضاء الحاجة ودعائها: كما وردت في السنة النبوية
شرح أسماء الله الحسنى وفضلها
الأكثر قراءة