هذه البناطيل الضيقة المحددة لا يجوز للشباب المسلم لبسها؛لأنها تجسم العورة وتحددها، والساتر الذي تستر به العورة يشترط فيه أن يكون غير مجسم، أما ما يلبس في غير موضع العورة فلا يشترط فيه أن يكون واسعا، هذا فضلا عن أن تقليد الشباب المخنث في هذه الملابس فيه تضييع لشخصية المسلم وإهدار لها، والمسلم الحق لا يرضى أن يكون ذنبا ولا ذيلا للأذواق الفاسدة الوافدة، ولينظر المسلم من يقلد؛ فإن من أحب قوما حشر معهم.
حكم لبس الضيق للشباب
يقول الدكتور سامي بن عبد العزيز الماجد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:-
المسألة فيها تفصيل: فاللباس الضيق على غير العورة لا حرج فيه على الرجل، اللهم إلا إذا كان فيه تشبه بالكفار، بحيث يشتهر عند الناس أن هذا اللباس لا يلبسه إلا الكفار، وأنه من خصائص لبسهم.
فقد لبس النبي –ﷺ- جبة ضيقة الكمين، كما في حديث المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه- أن النبي –ﷺ- كان عليه جبة شامية ضيقة الكمين فذهب يخرج يده من كمها فضاقت عليه فأخرج يده من أسفلها…” الحديث رواه مسلم (274).
ستر العورة
أما ما يواري العورة ففيه تفصيل:
فما يلي حقويه (معقد الإزار والسروال) لا بد أن يكون فيه شيء من التحجيم لجزء من العورة، ولكن لا حرج –بشرط ألا يجاوز مقدار الحاجة-؛ لأن الإزار أو السروال أو البنطال لا يستمسك على الحقو إلا بذلك، فالحاجة تقتضيه.
وما جاوز موضع الحاجة فلا يجوز أن يكون ضيقاً يحجِّم العورة. ولا يعتبر ساتراً للعورة بالمعنى الشرعي؛ لأن ما يستر العورة يجب أن يكون واسعاً لا يصف (إلا ما تقتضيه الحاجة، وقد سبق ذكره)، صفيقاً لا يشف ما تحته.
ونحن نربأ بالشاب العاقل ذي المروءة والحياء أن يخرج للناس بهذه البناطيل الضيقة، التي لا تليق بالرجل السوي الخلوق الحيي.