يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
إذا كان الإمام يأتي بأعمال الصلاة كلها تامّة , وحينئذ يكون موضعُ الوقفة في صِحّة إمامته كونَ إحدى رجليه فيها إعاقة ، وهذا لا يصلح مانعًا من صحة الإمامة ، وقد ثبت في صحاح الأخبار والآثار اقتداء الناس بالإمام يصلي جالسًا للمرض.
واختلف العلماء فيمن يقتدون به ، فقال بعضهم يصلّون قاعدين مثله ، وادّعى ابن حزم إجماع الصحابة والتابعين على هذا ، وقال بعضهم يصلون قائمين وفصّل بعضهم في ذلك، والأصل أن كل من صحّت صلاته صحّتْ إمامته.
ومن استثنى من هذه القاعدة بعض من تصح صلاته للضرورة ولا تصح إمامته ، كالذي لا يحسن الفاتحة لم يَسْتَثْنِ مَنْ ذهب أحد أعضائه فاتخذ له بدلاً من معدن أو خشب ؛ لهذا لا نرى وجهًا للخلاف في صحة إمامة الإمام الذي به إعاقة.