ورد أن النبي ﷺ كان يفطر على رطب أو تمر ، فإن لم يجد أفطر على ماء، وكان يعجل فطره بمجرد التأكد من غروب الشمس، وكان يرغب في تعجل الفطر، ثم يصلي المغرب ثم يتم إفطاره.
ولكن إذا دعت الحاجة إلى إتمام الفطر قبل الصلاة فلا بأس، وإذا كان الصائم يشتاق إلى الطعام استحب له أن يتمه قبل الصلاة.
يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير:
من أدب الاقتداء برسول الله ـ ﷺ ـ تعجيل الفطر عقب تحقُّق غروب الشمس، وفي حديث رواه الترمذي والنسائي عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ ﷺ ـ يُفطِر على رطبات قبل أن يُصلي، فإن لم يكن رطبات فعلى تمَرات فإن لم يكن حسا حسوات من ماء” وورد في عدد التمرات أنها ثلاث.
وهذا الأدب النبوي لحكمة، فهو أنشط للصائم؛ لأن الإنسان بعد أداء صيام اليوم قد يعتريه فُتور لا يتناسب معه أداء صلاة المغرب على المخمصة، وأيضًا فإن استشعار المسلم بأداء الصوم يقتضي أن يعلم بانتهاء الوقت المحدَّد وأن يخرج من الصوم لكي يَفرَح بتوفيق الله له، وهذا الخروج من الصوم لا يتحقق إلا بتناول الطعام الذي كان محظورًا عليه.
ويتحقق تعجيل الفطر بتناول أي شيء يقطع الصوم كتمرات أو بعض ماء ثم يصلي المغرب وبعدها يتناول طعامه كاملاً.
لكن إذا كان الإنسان في حاجة إلى الطعام ويشق عليه إحسان الصلاة مع انتظار الطعام فلا باس أن يُتم الإنسان فطره كاملاً ثم يصلي المغرب، بل إن الأولى في مثل هذه الحال تناول الطعام.
وهذا هو فقه حديث رسول الله ـ ﷺ ـ في الصحيحين: “إذا قرُب العشاء وحضرت الصلاة فابدأوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم”.
وروت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن رسول الله ـ ﷺ ـ أنه قال: “لا صلاةَ بحضرة الطعام”.