الذي سمانا مسلمين هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، والإسلام ليس دعوة محمد –ﷺ- فحسب وإنما هو عقيدة كل الأنبياء والمرسلين، من لدن سيدنا آدم حتى خاتم المرسلين محمد صلوات الله وسلامه على رسل الله أجمعين، قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وفي الحديث المتفق عليه قال ﷺ (الأنبياء أولاد علات: أمهاتهم شتى ودينهم واحد)، ومعنى علات أي إخوة لأب، فالعقيدة التي دعا إليها الأنبياء واحدة، والخلاف بينهم في الشرائع فحسب.
هو سماكم المسلمين
يقول سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:
إن الذي ورد في القرآن الكريم أن إبراهيم عليه السلام هو الذي سمانا مسلمين، قال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا…) سورة الحج آية 78 ومعنى “هو سماكم المسلمين من قبل”: أي في الكتب المتقدّمة ومعنى قوله “وفي هذا”: أي وفي القرآن الكريم وقال سبحانه: (ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) سورة البقرة آية 128.
هل الأنبياء كانوا مسلمين
يقول سماحة المستشار فيصل مولوي: الجواب نعم لأنهم جميعهم يصدرون عن جهة واحدة فدينهم هو الإسلام، والعقيدة عندهم واحدة من لدن آدم إلى سيدنا محمد (صلَى الله عليه وسلَم) وهي عقيدة التوحيد والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر وكل ما يتصل بذلك من الغيبيات، قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه…) سورة الشورى آية 13.
مالذي يخلتف بين الأنبياء
يقول سماحة المستشار فيصل مولوي: الذي يختلف بين الأنبياء هي الشرائع فكل نبي كانت له شريعة خاصة به ولقومه، يقول الله تعالى: (…لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً…) سورة المائدة آية 48، وكانت تبقى الشريعة معمولاً بها ما لم يأت رسول جديد، فإذا جاء نسخت الشريعة المتقدمة بالشريعة الجديدة، وهكذا حتى جاءت شريعة الرسول (صلَى الله عليه وسلَم) التي تميزت عن غيرها بأنها جاءت عامة للناس كافة قال تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة سبأ آية 28 كما تميزت هذه الشريعة بأنها خاتمة الشرائع والرسول (صلَى الله عليه وسلَم) خاتم الأنبياء والمرسلين. وهذا يعني أن الإسلام ليس بدين جديد.