إرادة الله عزوجل إرادة شرعية و إرادة كونية ؛ فالإرادة الكونية شاملة لكل شيء وهذا هو الفرق بينها و بين الإرادة الشرعية؛ يقول الله عزوجل في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون )) و هذا عام فكل شيء يريده الله عزوجل كائن و هذا مبني على أن الله خالق كل شيء يقول الله عزوجل ( الله خالق كل شيء )) و العلماء في تفسير هذه الآية يقولون خالق كل شيء ممكن فالمستحيل لذاته لا يدخل في الإمكان و كون الله عزوجل لا يخلق المستحيل لذاته لا يسمى عجزًا و يضربون لذلك أمثلة كثيرة تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا ، يقولون مثل خلق الله مثله هذا من المستحيل لذاته .
فمعنى الإرادة الكونية أن كل شيء في الوجود بإرادة الله و هو الخالق لكل شيء و هنا يأتي الخلاف بين أهل السنة و الجماعة و بين المعتزلة ، فالمعتزلة يقولون: إن الإنسان هو الذي يخلق أفعال نفسه، و هذا يتناقض مع عموم الآية ، فالآية تبين أن الله خالق كل شيء .
وهنا قد ينشأ سؤال و هو كيف يخلق الله فعل العبد ثم يعاقبه على ذلك؟
الجواب على ذلك: أن الله عزوجل قد يخلق الشيء و هو لايحبه، وهنا يأتي الفرق بين الإرادة و المحبة، فأهل السنة و الجماعة يفرقون بينهما، فالإرادة الشرعية محبوبة لله و الإرادة الشرعية لا يلزم وقوعها، و الإرادة الكونية يلزم كونها فإذا أراد الله أن يخلق شيئًا كان ، و لكن إذا أحب الله شيئًا شرعيًا قد يكون وقد لا يكون، فمثلاً الله عزوجل أراد من الناس أن يؤمنوا به لكن منهم المؤمن و منهم الكافر، فههنا إرادة شرعية ، و عندما يريد الله عزوجل للعبد أن يؤمن يخلق فيه التوفيق فتجتمع في العبد الإرادة الكونية و الإرادة الشرعية . أي عندنا إرادة شرعية و إرادة كونية وهذا هو الفرق بينهما .
الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
هل انتفعت بهذا المحتوى؟
اخترنا لكم
الإيمان وأثره في تحقيق النصر
شرح أسماء الله الحسنى وفضلها
من هدي الإسلام في العلاقة الجنسية بين الزوجين
نواقض الوضوء المتفق عليها
واجب المسلم تجاه السنة النبوية
الله أكبر ..وأثرها في سلوك المسلمين
المبشرات بانتصار الإسلام
صلاة قضاء الحاجة ودعائها: كما وردت في السنة النبوية
حديث فراسة المؤمن
المأثور من الذكر بعد صلاتي الفجر والمغرب
الأكثر قراءة