الأطفال الذين تكلَّموا في المَهْد أربعة بالإسناد الصحيح، وأبرزهم عيسى ـ عليه السلام ـ كما نصَّ عليه القرآن الكريم في سورة مريم (فَأَشَارَتْ إِلَيْه قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) (آية 29، 30) وفي سورة آل عمران) (إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَه يُبَشُّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْه اسْمُه الْمَسِيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَم وَجِيهًا في الدُّنيا والآخرةِ ومِنْ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاس في الْمَهْدِ وَكَهَلاً ومن الصَّالِحينَ) (آية : 45،46)
وكذلك صاحب جُريج العابد الذي اتُّهم بولد ليس منه فنطق الصبي وأقرَّ بأبيه الحقيقي، وأيضًا رضيع تمنَّت أمه أن يكون مثل رجل وجيه مرَّ عليها، فنطق وقال: اللهم لا تجعلني مثله، وقد ورد خبرهما مُفَصَّلاً في حديث رواه البخاري ومسلم.
وفي صحيح مسلم أن منهم في قصة أصحاب الأخدود صبيًا يرضع تقاعست أمه عن الوقوع في النار لتمسكها بإيمانها فقال لها: يا أُمَّه اصبري فإنك على الحق، وفي حديث رواه البيهقي أن منهم صبيًا لماشطة لامرأة فرعون أو بنته، لما سَقَطَ مشطها من يديها قالت بسم الله ، فأمر فرعون بإلقائها في النار، فقال رضيعها: قَعي ولا تَقَاعسي فإنا على الحق.
وقيل: إن منهم شاهد يوسف الذي برَّأه من تُهمة زُلَيْخَا، وقيل إن منهم أيضًا يحيى بن زكريا ـ عليهما السلام ـ فالمجموع سبعة تكلَّموا في المَهْد، والموثوق به منهم هم الأربعة الأولون، وفي الباقين كلام في السَّنَد أو الدلالة، وليس العلم بهم عقيدة مفروضة، فأمْرُهم إلى الله سبحانه، ذكرهم القرطبي في تفسير آل عمران أهـ (رياض الصالحين ص 134، حياة الحيوان ج 1 ص 70).