يقول الله سبحانه وتعالى في تصوير العلاقة الزوجية: ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ )، واللباس هو الساتر للعورات، والذي يلبسه الإنسان ليحميه، ويقيه من الضرر، ومن عوارض الجو شتاءاً أو صيفًا، فضلاً عن أنه يتزين به، وهذا التصوير كناية على الإفضاء والالتحام الروحي والعاطفي والقلبي بين الزوجين، حتى تكون الزوجة سكنًا لزوجها، ويكون الزوج حاميًا لها، والأصل أن الزوج يعامل زوجته بالمعروف، وعدم الضرر؛ لقول الله تعالى: ( وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه ).
كما أن الزوج في هذه الحالة عبَّر عنه القرآن الكريم بالنشوز، ومعنى النشوز العصيان عن أوامر الله سبحانه وتعالى قولاً أو فعلاً، ووضع له علاجًا في يد الزوجة فقال سبحانه وتعالى: ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلَونَ خَبِيرًا )، وهذا ترغيب من الله سبحانه وتعالى للزوجة بطلب الصلح، والتغاضي عن إيذاء الزوج لها من أجل بقاء أسرتها، والمحافظة على أبنائها، وعليها أن تفوِّض أمرها إلى الله سبحانه وتعالى، وأن تدعو له بالهداية والصلاح والاستقامة، وأن تتصرف بحكمة فتبتعد عن كل ما يؤذيه أو يزيد من ضرره.
ولا يجب عليها أن تخرج أسرار بيتها إلى أي أحد حتى لو أمها؛ لأن الرسول (ﷺ) قد نهى عن ذلك نهيًا شديدًا، حيث قال عليه الصلاة والسلام : “إن من أشرِّ الناس يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة، والمرأة تفضي إلى الرجل، ثم ينشر كل منهما سر الآخر.
وعلى الزوجة إن احتارت في كيفية التعامل مع زوجها فلتكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يعينها، وتستخير الله تعالى بما ينشرح صدرها للتعامل به مع زوجها والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل.