قد تذهب امرأة مسلمة إلى عرس أحد الأقارب في إحدى صالات الأفراح ، ويحدث أن يصورها أحد الشباب الذين يدخلون عند النساء دون علمهن ويقوم هذا الشاب بدمج صورتها مع صورته !! ثم يبدأ يهددها بأن تفعل معه الرذيلة أو يفضحها بنشر صورها معه.
أو قد يحصل شاب على صورة فتاة ثم يدمجها مع صورته ويهددها بفعل الرذيلة.
فماذا تفعل:
التهديد بالفضيحة لا يسوغ للإنسان الوقوع في المعصية، وإن ترتب على ترك المعصية فضيحة ، فإن الله تعالى ناصر من لاذ به فرارا من معصيته ، ولفضيحة الدنيا أهون عند الله وعند الناس من فضيحة الآخرة ، والواجب على المرأة أو الفتاة التفكير مع الزوج والأهل في التخلص من تهديد ذلك الذي صورها.
ولتتذكر قوله تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) وقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) وقوله تعالى : ( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا)
يقول الشيخ مازن عبد الكريم الفريح من علماء السعودية :
لقد حذر الكثير من المصلحين من المنكرات التي تقع في صالات الأفراح وما يترتب عليها من هتك للأعراض وكشف للعورات وارتكاب للمحظورات ، وبعض الصالات غير مأمونة حيث يستغل بعض ضعاف الإيمان من الشباب الطائش تجمع النساء فيها وهن في أبهى حللهن فينظرون من مكان خفي أو التصوير من بعد ثم يقومون بتغيير معالم الصور بطرق شيطانية ليتخذوا منها وسيلة للتهديد للوصول إلى غايتهم الدنيئة !!
وكم من المآسي حلت في أسر كانت سعيدة فتحولت السعادة إلى تعاسة نتيجة لتهاون النساء بالمحظورات وارتكابهن للكثير من المنكرات أثناء حفلات الأعراس ولعل من أقبح المحظورات تصوير الحفل بالفيديو ، فتصور النساء وقد سرحن شعورهن وجملن وجوههن وكشفن ما استطعن عليه من أجسادهن وأخذن يرقصن ويتكسرن على أصوات الموسيقى .. ثم قد يقع الفيلم بيد زوج فاجر أو ابن فاسق أو أخ ماجن ليعرضه على أصحابه وزملائه ، وللمرأة أن تتصور حال الزوج وهو يرى زوجته وأخته وقد نفشت شعرها وهزت خصرها على شاشة التلفاز والرجال الأجانب حوله يضحكون وبرؤية عورتها يستمتعون والعياذ بالله ، وإنما أذكر ذلك لأن الكثير من النساء لا يحسبن أدنى حساب للعواقب الوخيمة والمصائب الجسيمة التي قد تقع من جراء تجاوزهن لحدود الله في تلك الأعراس، كما أن الكثيرات من النساء إذا دخلت صالة الأفراح كشفت عن عورتها وكأنها دخلت غرفة زوجها .
أما إذا صورها أحد وأخذ يهديد بالفضيحة .. فالحذر .. الحذر من الاستجابة لتهديده أو الإصغاء لوعيده واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن المصيبة لا تنكشف بالمعصية ، وإنما تزول بالطاعة و الالتجاء إلى الله بالتوبة النصوح من جميع الذنوب ، ولعلنا نسوق قصة المرأة التي تزوجت من رجل فأسكنها مع أخيه في بيت واحد فإن فيها عبرة .
تقول المرأة :
كنت قبل الزواج أقضي فراغ وقتي في المعاكسات الهاتفية ، ولا أقصد من المعاكسات سوى قتل الوقت – هكذا تزعم – وعندما تزوجت أحسست – نظراً للفراغ – بتلك الرغبة التي كانت تستهويني قبل الزواج فرفعت سماعة الهاتف وأخذت أكلم رجلا أعرف رقم هاتفه ولكن وقع ما لم أكن أتوقع فقد حدث أن استمع أخو زوجي لبعض حديثي ومعاكساتي مع الرجل؛ بل وسجل الكثير من مكالماتي الهاتفية في شريط وراح يهددني به وتحت ضغط التهديد وخشية الفضيحة أمام زوجي وأهلي استجبت له فواقعني كما يواقع الرجل زوجته !! ولكنه استمرأ هذا الفعل وكذب علي وراح يهددني ورحت أستجيب له فأصبحت الفضيحة فضائح والمصيبة مصائب كل مصيبة تنهد لها الجبال الراسيات.
أيتها الأخت المسلمة.. لعلك أدركت ما كنا نريده من تحذيرك ومن الاستجابة لتهديد الفاجر ، ونرى أن الحل يكون في الأمور التالية :
أولاً : التوبة الصادقة النصوح:
فان البلاء ما وقع إلا بسبب الذنوب وكما قال علي رضي الله عنه (( ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بالتوبة )) ويجب الدعاء والتذلل بين يدي رب العزة لعل الله أن يكف بأس أصحاب السوء عنك.
ثانياً : إخبار ولي أمرك بالموضوع:
فإن لم تستطيع أن تخبر ولي أمرها بالموضوع فلتخبر أمها لكي تقوم بمفاتحه بالأمر ومهما عظم الخوف من إخبار الأهل فإن استجابة المرأة أو الفتاة له – لا سمح الله – لتهديده أعظم بكثير كما أن إخبار الأهل دليل على الثقة بالنفس وزيادة ثقة الأهل بها .
ثالثاً : أن يكون ولي الأمر من أب او زوج أو أخ حكيما في التصرف بطريقة يبلغ بها الجهات المختصة ليتمكنوا من إيقافه عن الأذى عنها وعن نساء المسلمين أجمعين.