القيم الأخلاقية والآداب العامة التي وردت في الإسلام ليست خاصة بالمسلمين، إنما هي شأن عام على المسلمين التزامها مع المسلمين وسواهم. ولا نستطيع أن نقول كما قالت يهود “ليس علينا في الأميين سبيل”. وعندما جاءهم التعليم “لا تسرق” أضافوا “جارك” (أي اليهودي)، وهكذا فعلوا بسائر التعاليم الجميلة، حيث جعلوها حكرًا على التعامل فيما بينهم، بينما أباحوا لأنفسهم كل مساوئ الأخلاق مع غيرهم.
أم إذا كانت الغيبة لتحقيق مصلحة للمسلمين، وليس لمجرد التسلي بأعراض الناس، فهذا شأن خاص محدود يجوز في حدوده الضرورية، وبما يخدم الصالح العام، سواء كان مع المسلمين أو غيرهم. ومثال ذلك فيما لو استشير إنسان في أمر الزواج، فينبغي أن يكون صادقًا حتى لا ينخدع الآخر، وإلا فالأولى أن يمتنع كليًّا عن الإجابة؛ وذلك للحديث الصحيح “الدين النصيحة”. أما قول بعضهم “لا غيبة لفاسق” فهذا لا يصح حديثًا.