كان رسول الله ﷺ يطلب أن يقف خلفه مباشرة أولو العقول الراجحة والألباب الحاضرة ، فالصفوف تبدأ من خلف الإمام مباشرة ثم تمتد إلى الجانبين يميناً وشمالاً ويكون الإمام متوسطاً الصف فهذه هي السنة، فالمشروع في حق المأمومين أن يبدءوا الصف من خلف الإمام ، وقد جاء في ذلك حديث رواه أبو داود عن أبي هريرة مرفوعاً: “وسطوا الإمام وسدوا الخلل”. وهو وإن كان ضعيف السند إلا أنه قد يستدل لمعناه بقول النبي ﷺ: “ليلني منكم أولو الأحلام والنهى” رواه مسلم.
ففيه ترغيب في وقوفهم خلف الإمام، وهو متضمن الحث على المسارعة والمبادرة إلى ذلك، فاقتضى مسارعتهم إلى الوقوف خلف الإمام، وهذا يؤيد كون الصف يبدأ من هذا المكان.أهـ
إن هذه المسألة لم يثبت في شأنها حديث صحيح إلا أن مواقف المأموم مع الإمام كما رتبها النبي ﷺ تقضي أن المأموم إذا كان واحدا وقف عن يمين الإمام، وإذا كانوا أكثر من واحد وقفوا خلفه، فلو فرضنا أن إمام المسجد لم يكن معه إلا بضعة أفراد فالسنة أن يقفوا خلفه، ولا يبدءوا الصف من جهة يمين المسجد، وما انطبق على الصف الأول ينطبق على غيره من الصفوف لعدم الفارق بينهما.