إن فقه الموازنات يوجب علينا أن نتدرج في معالجة عدم لبس المرأة المسلمة للحجاب،وقد يحتم علينا هذا التدرج أن نرضى بهذا المنكر مخافة وقوع منكر أكبر منه،وهذا مبدأ معروف ومقرر شرعا.
فيجب علينا أن نقنع المسلمة بأن تغطية رأسها فريضة دينية، أمر بها الله تعالى ورسوله، وأجمعت عليها الأمة،قال الله تعالى:{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها،وليضربن بخمورهن على جيوبهن..}النور:31،وقال سبحانه:{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}الأحزاب:59،فقد أوجب الله هذا الاحتشام والتستر على المسلمة حتى تتميز عن غير المسلمة،وعن غير الممتثلة لأمر الله،فمجرد زيها يعطي انطباعا أنها امرأة جادة،ليست لعوبا ولا عابثة،فلا تؤذى بلسان ولا بحركة ولا يطمع فيها الذي في قلبه مرض.
ويجب علينا أن نحوط المرأة المسلمة بمن تلبس الحجاب والخمار من أخواتها المسلمات الصالحات،حتى تتخذ منهن أسوه،كما يجب علينا أن نأخذها بالرفق لا بالعنف،فإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.
ومع أن لبس الخمار أو غطاء الرأس أو الحجاب ـ كما يسمى اليوم ـ فريضة على المسلمة ولكنه يظل فرعا من فروع الدين،فإذا كان التشدد في شأنه،والتغليظ على المرأة من أجله سينفرها من الدين بالكلية،ويجعلها تهجر الدين أساسا.فليس من الشرع أن نضيع أصلا بسبب فرع.فكيف بأصل الأصول كلها،وهو الإسلام ذاته؟؟؟