أجمع العلماء على أن الصبي الذي لم يبلغ لا يعاقبه الله على ترك الطاعة ، ولا على إتيان المعصية ، ويستحب لوليه أن يأمره بالطاعة ليتعود عليها ، ومن فضل الله تعالى أنه يكتب للصبي ثواب هذه الطاعات.

قال ابن قدامة في المغني :الإسلام يكتب للصبي لا عليه ، ويسعد به في الدنيا والآخرة ، فهو كالصلاة تصح منه وتكتب له وإن لم تجب عليه ، وكذلك غيرها من العبادات المحضة .

و قال السبكي: خطاب الندب ثابت في حق الصبي ، فإنه مأمور بالصلاة من جهة الشارع أمر ندب ، مثاب عليها .

و قال النووي في المجموع :قال أصحابنا وغيرهم : يكتب للصبي ثواب ما يعمله من الطاعات كالطهارة والصلاة والصوم والزكاة والاعتكاف والحج والقراءة ، وغير ذلك من الطاعات ، ولا يكتب عليه معصية بالإجماع ، ودليل هذه القاعدة الأحاديث الصحيحة المشهورة كحديث المرأة التي رفعت الصبي وقالت : يارسول { ألهذا حج ؟ قال : نعم ولك أجر } رواه مسلم .
وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال { : حج بي مع رسول الله في حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين } رواه البخاري .
وحديث جابر : { حججنا مع رسول الله معنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم } رواه ابن ماجه ،
وحديث صلاة ابن عباس مع النبي وحديث تصويم الصبيان يوم عاشوراء ، وهو في الصحيحين ،
وحديث { مروا أولادكم بالصلاة لسبع } وهو حديث صحيح،
وحديث إمامة عمرو بن سلمة وهو ابن سبع سنين ، وهو في البخاري ، وأشباه ذلك .

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :- غيرالمكلفين كالصبيان والمجانين الأصل أنهم غير مخاطبين بالتكاليف الشرعية ، غير أن الصبي المميز أهل للثواب لما له من قدرة قاصرة ، وتصح عبادته من صلاة ، وصوم ، واعتكاف ، وحج ، وغير ذلك ويكتب له ثواب ما يعمله ،
والدليل على صحة عبادته قول النبي : { مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين } وحديث صلاة ابن عباس مع النبي قال : { بت في بيت خالتي ميمونة فصلى رسول الله العشاء ، ثم جاء فصلى أربع ركعات ، ثم نام ، ثم قام فجئت فقمت عن يساره ، فجعلني عن يمينه } وحديث تصويم الصحابة الصبيان يوم عاشوراء .

فعن الربيع بنت معوذ قالت : { أرسل النبي غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائما فليصم . قالت : فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن . فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار } .