وهب الله تعالى عمر بن الخطاب علمًا من لدنه ، فكان موفقًا بتأييد من الله تعالى ، وقد وافق عمر ربه تعالى في أمور ،هي :
الصلاة عند مقام إبراهيم .
واحتجاب نساء المؤمنين عن الناس .
وتحذير أمهات المؤمنين من الغيرة المفطرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقول :تبارك الله أحسن الخالقين .
وفي قضية أسرى بدر ،حين استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر ، فكان من رأي أبي بكر أن يأخذ منهم فداء، وكان من رأي عمر أن يقتلهم، فوافق القرآن رأي عمر.
ومنع الصلاة على المنافقين .
وتحريم الخمر.
وهذا ما يعرف بموافقات عمر .
أخرج البخاري عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: فقلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فأنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}. وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن، أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فأنزلت هذه الآية.

وأخرج الطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في أربع فذكر الثلاثة، وقال في الرابعة : ونزلت {ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين}. إلى قوله {ثم أنشأناه خلقا آخر} فقلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت {فتبارك الله أحسن الخالقين}.

وخرج الإمام مسلم في صحيحه : عن ابن عمر. قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر.

قال الإمام النووي : (وافقت ربي في ثلاث) هذا من أجل مناقب عمر وفضائله رضي الله عنه، وجاء في هذه الرواية: وافقت ربي في ثلاث، وفسرها بهذه الثلاث. وجاء في رواية أخرى في الصحيح: اجتمع نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغيرة، فقلت: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت الآية بذلك، وجاء في الحديث الذي ذكره مسلم بعد هذا موافقته في منع الصلاة على المنافقين، ونزول الآية بذلك، وجاءت موافقته في تحريم الخمر، فهذه ست، وليس في لفظه ما ينفي زيادة الموافقة.