الذي توضأ لكل صلاة على صواب ، والذي صلى الصلوات الخمس بوضوء واحد على صواب ما دام محافظا على وضوئه ولم يحدث، وما دام ليس في حاجة إلى تبول ولا تغوط ولا إخراج ريح ، لأن الذي يصلي وهو يدافع الريح أو البول تكره صلاته، حيث إنه لا يخشع في صلاته بسبب هذه المدافعة .
يقول الشيخ إبراهيم جلهوم :
كلا الفريقين على صواب من أمره، الذين توضئوا لكل صلاة، والذين صلوا أوقات اليوم كله بوضوء واحد، فقد جاء عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: ” كان النبي ـ ﷺ ـ يتوضأ عند كل صلاة، فلما كان يوم الفتح، توضأ ـ ﷺ ـ ومسح على خفيه، وصلى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر ـ رضي الله عنه ـ: يا رسول الله إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله، فقال ـ ﷺ: “عمدا فعلته يا عمر” رواه أحمد ومسلم، وغيرهما، وفي صحيح البخاري ـ رحمه الله ـ أن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ كان يقول: كان ـ ﷺ ـ يتوضأ عند كل صلاة، فقيل لأنس: فأنتم كيف كنتم تصنعون فقال: كنا نصلي الصلوات بوضوء واحد ما لم نحدث “.
وعلى هذا فمن جدد الوضوء لكل صلاة فقد فعل حسنا وصوابا، ومن ساعدته قوته وعافيته وسلامته أن يظل طول نهاره على وضوئه من وقت انبلاج الصباح، فصلى به الصلوات الخمس كلها، فقد فعل صوابا.
وأما ما يروى عن النبي ـ ص ـ أنه قال: “الوضوء على الوضوء نور على نور” فقد قال الإمام الحافظ المتقن زكي الدين عبد العظيم المنذري : “لا يحضرني له أصل من حديث النبي ـ ﷺ ـ ولعله من كلام بعض السلف والله أعلم” .
على أن الإمام الحافظ ـ رحمه الله ـ روى بسنده عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ ﷺ ـ يقول: “من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ـ كما روي عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ ﷺ: “واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن” رواه ابن ماجه بإسناد صحيح .