من يقول من الفقهاء إن العمرة واجبة يقول بجواز الاعتمار عن الغير، أما من يقول إن العمرة ليست واجبة فلا تجوز العمرة عن الغير عنده لأنه لا يجوز للإنسان أن يتنفل عن أحد، إنما أجيز في الفرض فقط ليُسقِط الإنسان الفرض عمن لم تواتيه الفرصة ليؤدي الفرض، وإن كان بعض العلماء يقول لا يجوز للإنسان أن يعتمر في السفرة الواحدة أكثر من عمرة، إنما بعض العلماء أجازوا هذا.
ويقول الشيخ عبد الخالق حسن الشريف:
إن الأصل في العبادات أن يقوم الإنسان بها لما في ذلك من تهذيب لنفسه وأداء لحق الله ولقد أجاز الإسلام لمن مات أحد أهله أن يحج عنه وأن يسدد الدين الذي عليه صلة للأرحام ورفعا لما يكون عليه الميت من حساب يعاقب بسبب إهماله في أداء حق الله على أن يكون من يحج عن ميته قد حج عن نفسه .
ونذكر بأن الحج ليس فريضة إلا على القادر المستطيع ماليًاً وجسمانيًاً؛ وعلى ذلك فإن من توفي إلى رحمة الله ولم يكن قد اعتمر ويكون من يريد أن يعتمر عن المتوفى قد اعتمر وحج عن نفسه فيمكنه أداء الحج أو العمرة عنه؛ أما من هو علي قيد الحياة فلا تؤدى عنه إلا إذا كان عاجزًا عن الحركة.